أيمن بدرة يكتب: كانوا يريدون لـ “الكان” أن يكون في خبر كان

0 216

 

حينما تنطلق قوى أصحاب الفساد وتريد أن تفرض مصلحتها بكل جبروت فلا تنظر إلي أي كيانات أو شخصيات أو حتى القيم والمبادئ والعدل.

 

استشرت في عالم الرياضة مجموعات المُفسدين الذين يريدون أن يحققوا عشرات بل ومئات الملايين وفي سبيل (التكويش) والنهب هم يفرمون اي حد يقع في طريقهم حتى لو لم يكن يعاديهم.

 

هذه القوى المُتكبرة المُتجبرة التي تحكم الرياضة في أرجاء كثيرة من العالم تحاول أن تحطم بطولات لها جذور تاريخية وأخرجت مئات النجوم .

 

كادت كأس الأمم الأفريقية أن تروح ضحية هذه التكتلات المُتسلطة على إدارة صناعة الرياضة.. حاربوا تجميع نجوم القارة السمراء في بطولتهم القارية وراحوا يبحثون عن سبيل لمنع اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في الدوريات الأوربية من المشاركة في “الكان” لتكون بطولة خارج دوائر الإهتمام الجماهيري بعد أن وصلت أن تكون على رأس أهتمام كافة وكالات الانباء العالمية.

 

من قوى هيمنة المال المُسيطرة على الرياضة خرجت مقترحات بأن تقام “الكان” كل 4 أعوام بدلاً من كل عامين، كما هي الأن، وما يترتب على هذا التعديل من تداعيات ستؤدي إلي خسائر فادحة في كل شئ والمنفعة الوحيدة تصب في صالح الكرة الأوروبية.

 

هنا كان زئير الاسد الكاميروني صامويل إيتو الذي دخل في حرب تصريحات مع عدد كبير من رموز التكتلات المتسلطة على صناعة الكرة العالمية.. أتهمهم بأنهم يستخفون بالكرة الأفريقية.

 

كانت ثورة النجم الأسطوري في تاريخ الكاميرون وأحد الرموز التاريخية في حياة الكرة الأفريقية والحاصل على لقب أحسن لاعب في القارة السمراء 4 مرات والأفضل في القارة الاوروبية.. ثورة عارمة حتى ضد عدد من قيادات الكرة في القارة السمراء الذين وصفهم بالخيانة.. قد يكون الوصف قاسي ولكنه واقعي لإناس باعوا ضمائرهم وانحازوا لمصالحهم المالية الشخصية وضربوا عرض الحائط بأي مصلحة أبناء قارتهم الذين نصبوهم لقيادة اللعبة الشعبية في بلادهم وفي القارة كلها.

 

المونديال الأفريقي الذي كان سببًا مباشرًا في الإرتقاء بأبناء أفريقيا من الموهبين وصعد بهم إلي قمة الكرة في أوروبا.. ولعل ما يفعله الفرعون المصري محمد صلاح وزميله ساديو ماني مع ليفربول ورياض محرز الجزائري الذي يتألق مع مانشستر سيتي وغيرهم على مدى أكثر من ربع قرن كان سببًا في الارتقاء بالكرة الأوروبية، وإدخالها في دائرة رقي فني أكثر من لو ما كانت اقتصرت على لاعبين من القارة العجوزة .

إن بداية كأس الأمم الأفريقية غدًا يعد انتصار في احدى حلقات المواجهة الشرسة بين المنتمين للكرة السمراء نبع المواهب واحدى مصانع المنتجات الكروية العالمية وبين عبيد المال من أصحاب الذمم الخربة الذين يتاجرون بأي شئ من اجل حفنة دولارات.

 

لعل المسئولية كبيرة من الغد على كل لاعبي المنتخبات الافريفية وخاصة المحترفين في أوروبا أن يقدموا لوحات من المتعة تؤكد أن من يريدون للكان أن يكون في خبر كان وأن تبقى كل الموارد المالية في جيوب المجموعات المهيمنة وأن لا يصل حتى الفتات إلى نجوم أفريقيا ليكونوا الأكثر فقرًا وفي حاجة دائمة إلي الأندية الأوروبية  كما فعل العثمانيون حينما أرادوا تفريغ الدول العربية من كل أصحاب المهن المهرة.. إن الغد هو بداية عهد جديد لفناني الكرة السمراء لكي تبقى أفريقيا في بؤرة النجومية الكروية.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق