أيمن أبوعايد يكتب: الدبة .. و” الفار” !

0 265

 

خلفت ضربة الجزاء التى احتسبها طاقم تحكيم مباراة الأهلي والرجاء المغربي ، فى ذهاب ربع نهاية دوري أبطال إفريقيا باستاد السلام ، موجة من ردود الأفعال الغاضبة  والساخطة سواء من جماهير  المغرب او على مواقع السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المغربية، فضلا عن الصحافة العالمية التي تناقلت اللقطة، وأرفقتها بتعليقات لاذعة وساخرة من قرار الحكم بعد لجوئه إلى “الفار”، وإعلانه عن ضربة جزاء مثيرة للسخرية .

واستأثرت الحادثة باهتمام كبير، وتوقف عندها الكثير من المحللين وخبراء  التحكيم، وأجمعوا على أن الحكم جان جاك ندالا من الكونغو الديمقراطية، ارتكب خطأ جسيما، حينما أقر بضربة جزاء لا أساس لها من الصحة، بإيعاز من غرفة تقنية فيديو الحكم المساعد”الفار”، واستنادا على لقطة مأخوذة من زاوية واحدة، وتفتقد للوضوح والدقة، وان كان خرج علينا حكما مصريا يعمل محللا باحد القنوات الفضائية مؤكدا صحة ضربة الجزاء ومشروعيتها وسط دهشة الجميع !.

وبعد ان خرج  حكم الفيديو الجرائرى مهدى عبيد  باعتذار رسمى لجماهير الرجاء ، ملقيا التهمة على مخرج المباراة  المصرى الذى لم يعرض الصورة الواضحة من الزاوية الاخرى التى تؤكد على عدم صحة الضربة الا بعد اتخاذ الحكم قراره!

التساؤل  هنا اين المهنية والامانة والضمير لدى مخرج اللقاء الذى تعمد اخفاء الزواية  التى تثبت عكس قرار الحكم ، ولماذا عرضها على الشاشة واخفاها عن غرفة الفار،  وكاد او ربما تسبب بالفعل فى ازمة بين بلدين شقيقين المغرب والجزائر وكان يمكن ان تصل ايضا الى ازمة بين مصر والمغرب ، لو انساق وراءهم المزايدون ونحمد الله لدينا اعلاميون وصحفيون يحترمون مهنتهم ولديهم الضمير والمصداقية واقروا بخطا الحكم واعترفوا بظلمه  لفريق الرجاء ، اما هذا المخرج الذى تتحكم فيه وتسيره امراض التعصب والالترواسية فى المباريات التى يتولى نقلها واخراجها،  لا اعتقد انه يؤتمن على نقل مباريات  اخرى ، وان ما فعله  هو اشبه بما فعلته “الدبة ” التى قتلت صاحبها !، بعد ان تسبب فعلته فى شحن جماهير الفريق المنافس وحولت مباراة العودة  الى موقعة حربية!

فاذا كانت تقنية الفار التى اقرها الفيفا لمزيد من العدالة والشفافية لمراجعة قرارات الحكام فى مباريات كرة القدم ، اثبتت “التجربة المصرية” فشلها وانها وان المتحكم فيها هو المخرج التلفزيوني وليس حكم غرفة  الفار “,واذا كان كل هذا حدث فى مباراة دولية ما ادرانا ماذا يحدث من تلاعب واخفاء للزوايا فى المباريات المحلية؟!

المثير للدهشة ان النادى الاهلى كان من اشد المطالبين بوجود “الفار “فى مباريات ربع النهائى الافريقى، لتاتى الرياح بما تشتهى السفن، ويحدث الخطأ القاتل فى اولى مبارياتة ويدفع ثمن ما ارتكبه المخرج فى اللقاء ،  الذى لم نرى معه اى  موقف حازم بالإيقاف او حتى احالته للتحقيق ، وعطفا على كل ماحدث -بعد ان اصبحت الحادثة  مادة  للسخرية وتهكم الصحف العالمية- لا استبعد ان يعيد “الفيفا النظر فى تطبيق  تقنية “الفار” على ضوءا “التجربة المصرية” مع الاعتذار للتجربة الدنماركية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق