أنور عبد ربه يكتب : فينسيوس جونيور.. “جوهرة” برازيلية تخطف القلوب!

0 296

فضفضة على الورق

** .. وتبقى أرض “السامبا البرازيلية” ولاّدة للمواهب والنجوم الذين يتألقون فى ملاعب العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، وتظل قادرة على استنساخ بيليه جديد ورونالدو “الظاهرة” فى صورة مختلفة أو روماريو الهداف بالفطرة أو حتى الساحر رونالدينيو ملك المهارات الكروية المدهشة.. أرض بكر معينها لا ينضب من “الفلتات” الكروية التى تخلب الألباب وتلمس وترًا فى قلوب عشاق كرة القدم الجميلة.

 

وأحد هذه المواهب ــ وليس آخرها ــ “فينسيوس جونيور” النجم الأسمر الموهوب القادم من نادى فلامينجو البرازيلى معمل تفريخ النجوم، إلى أوروبا وتحديدًا إلى ريال مدريد، فى عام 2017، ليدخل أكاديمية الملكى المسماة “لوكاستيا” فى فريق الرديف، ومنه ينطلق إلى عالم النجومية مع الفريق الأول تحت قيادة الفرنسى زين الدين زيدان المدير الفنى السابق للريال.. وهاهو ذا، يواصل تألقه مع الإيطالى كارلو أنشيلوتى المدير الفنى الجديد، ليصبح حديث الصحافة العالمية كلها فى هذه الآونة الأخيرة.. وكل المؤشرات تشير إلى أنه سيكون “جوهرة” البرازيل الجديدة، وخليفة بيليه المنتظر بعد أن نجح أنشيلوتى المدير الفنى للريال فى صقل موهبته وعلاج بعض عيوبه من حيث التسرع فى إنهاء الهجمات، وعدم التمرير لزميل فى وضع أفضل، وبالفعل استفاد فينسيوس من نصائح كارليتو وأصبح أكثر ثقة فى نفسه، وتخلص من عيوبه التى كانت ظاهرة للعيان فى عهد الفرنسى زيدان، وبات تسجيل الأهداف وصناعتها متعته الكبرى.

 

وبعد أن كان فينسيوس لايجيد إنهاء الهجمة في الموسم الماضي الذي لم يسجل خلاله سوى 4 أهداف فقط ، إذا به يكاد لايفوت مباراة دون التسجيل فيها ، وحصل أكثر من مرة على لقب أفضل لاعب في الشهر في الدوري الإسباني “الليجا”فى شهر أكتوبر الماضى على لقب أفضل لاعب فى الليجا، ما يؤكد موهبته كلاعب يمثل مستقبل النادى الملكى خلال السنوات العشر المقبلة على أقل تقدير. ولم يخضع فينسيوس لإغراءات بعض الأندية الأوروبية الأخرى وفى مقدمتها باريس سان جيرمان، لأنه مقتنع بأن السانتياجو برنابيو هو مكانه الطبيعي، وأنه يسعى إلى صناعة التاريخ مع الملكى مثل مواطنيه الأساطير الذين لعبوا فى الريال.. روبرتو كارلوس ورونالدو الظاهرة ومارسيللو. ويحرص فينسيوس أفضل جناح شاب فى تقدير العديد من خبراء الكرة الأوروبية، على تثبيت أقدامه بشدة فى مركزه، ويحظى بثقة أنشيلوتى الذى لم يجلسه على دكة البدلاء حتى الآن، إلا فيما ندر، بل يعتمد عليه بصفة أساسية إلى جوار الفرنسى كريم بنزيمة بعد أن وصل التفاهم بينهما إلى أقصى مدى. ويعبر فينسيوس عن حبه وولائه للميرينجى بتقبيل شعار النادى المنقوش على قميصه بعد تسجيله كل هدف، ويقول عن ذلك إنه يشعر بحب جماهير البرنابيو له ولهذا فإنه يبادلهم حبًا بحب، بتقبيل شعار النادى الذى يتمنى أن يراه فى أفضل مكانة. ويعترف فينسيوس بأن اللعب للريال كان حلم طفولته، وأنه يتمنى أن يصنع التاريخ الميرينجى.

 

وبعد فترة توتر فى علاقته مع كريم بنزيمة فى بداياته أيام زيدان، أصبح الفرنسى هوالصديق الأقرب له داخل الملعب، وزاد التفاهم بينهما بدرجة كبيرة، وتم توظيف هذا التفاهم لمصلحة ها الفريق، أما خارج الملعب فعلاقته قوية بمواطنيه ميليتاو وكاسيميرو ورودريجو ومارسيللو. ويصف فينسيوس علاقته بالإيطالى أنشيلوتى بأنها رائعة وأنه استفاد من نصائحه كثيرًا، لأنه يوضح له الأمور، فيزداد تألقًا .

واستفاد فينسيوس الكثير من الخبرات من خلال التدريب تحت قيادة زيدان وأنشيلوتى وهما من كبار المدربين، كما استفاد أيضًا من خبرات نجوم الريال الكبار، كريم بنزيمة ولوكا مودريتش وتونى كروس وكاسيميرو. وعن تسجيل الأهداف فى “البرنابيو”، يقول فينسيوس: متعة ما بعدها متعة وشعور رائع لا يمكن وصفه.
وأنا شخصيًا، أرشحه لسحب البساط من تحت أقدام نجم السامبا نيمار، الذى لم ينجح طوال سنوات فى الحفاظ على المستوى الذى كان عليه عندما كان لاعبًا فى برشلونة إلى جوار ليونيل ميسى ولويس سواريز، وانقلبت حياته رأسًا على عقب، بعد انشغاله بالمادة والراتب الخرافى الذى حصل عليه نظير انتقاله إلى نادى باريس سان جيرمان، الذى دفع فيه للبارسا 222 مليون يورو، ليصبح أغلى صفقة فى تاريخ كرة القدم، ولكن المردود لم يكن مقنعًا على الإطلاق طوال السنوات الثلاث الأخيرة.

 

وإذا كان فينسيوس المولود فى 12يوليو 2000 (21 سنة) انتقل للريال مقابل 46 مليون يورو فقط لناديه فلامينجو، فإن مستقبله ينبئ بأنه سيكون أحد عظماء كرة القدم العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، وربما تتجاوز قيمته السوقية، ما حققه نيمار، شريطة أن يحافظ على مستواه وأن تبتعد عنه الإصابات. ويبقى أن نعرف أن هذا الفتى البرازيلى الموهوب يحصل على راتب سنوى قدره حوالى 10 ملايين يورو، وهو رقم يقل كثيرًا عما يحصل عليه مواطنه الأكبر نيمار مع ناديه الباريسى، وإن كان يعتبر من أعلى رواتب اللاعبين الشباب فى إسبانيا.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق