أيمن أبو عايد يكتب : جلال .. فى مرمى النيران!
يعقد اتحاد الكرة برئاسة جمال علام مؤتمرا صحفيا خلال الايام المقبلة، لتقديم ايهاب جلال كمدير فنى جديد للمنتخب الوطنى الاول لكرة القدم خلفا البرتغالى كارلوس كيروش .
ولا يعلم اتحاد الكرة انه يلقى بإيهاب جلال فى مرمى النيران ، ويبيح دمه للاعلام والجماهير ، فى ظل حالة الرفض وعدم الاقتناع بنجاحه مع المنتخب !
فمنذ اليوم لانتشار خبر ترشيح جلال وهناك حالة من عدم الرضا على اسمه لافتقاده الظهير الجماهيرى سواء اهلاوي او زملكاوي الغالبية العظمة او حتى الاعلام الرياضى الذى يرى انه لم يحقق اى انجاز طوال مسيرته على المستوى المحلى او القارى، وكان اخرها خروجه بصورة مهينة مع بيراميذ امام مازيمبي فى الكونفدرالية الافريقية، ولا اعتقد ان بيراميذ ناقص لاعبين او خبرات فنية، بل اشبه بمنتخب !
تحفظ الغالبية العظمة ورفضها للتعاقد مع جلال ستكون عامل ضغط عليه فى مهمته، ولن يرحمه الاعلام مع اول هفوه ، رغم البعض يرى بان مجموعة المنتخب سهلة فى تصفيات أمم افريقيا ٢٠٢٣ مع اثيوبيا وغينيا وملاوي ,ولكن هل يستطيع جلال قيادة المنتخب والتدريبات ،وفرض اسلوبه على اللاعبين المحترفين الذين يفوقونه جماهيرية ونجومية؟! ، تلك كانت ايضا مشكلة حسام البدرى، وربما اى مدرب مصرى، وعندما كان رأينا رحيل كيروش لم يكن هدفنا ان يتمخض الجبل ويلد جلالا! .. بل كان املنا فى التعاقد مع مدرب عالمى قادر على الوصول بالمجموعة المتميزة من اللاعبين الى ما هو ابعد وافضل من نتائج كيروش على مستوى الاداء الفنى والنتائج فوق الملعب ، ولكن الواضح ان النيه كانت مبيته او بالامر المباشر لاختيار جلال بغض النظر عن تحفظ الاعلام والجمهور عليه!
وبدورنا نتسأل ماهى المعايير الفنية والتجارب المعملية التى استند فيها اتحاد الكرة التى جعلت ايهاب جلال الخيار الاول والاخير والوحيد لاتحاد علام ؟!
هل يكفى ان يكون الهدف توفير حفنة الدولارات التى كانت توزع على الطاقم الفنى السابق ، ولماذا جلال ، وليه لم يكن حسام حسن ، او غيرهما من المدربين الوطنيين ؟! بصراحة اسئلة عدة تحتاج الى اجوبه، ولماذا بعد كل هذا الرفض جماهيريا واعلاميا يتمسك اتحاد الكرة بالتعاقد معه ، وكأن يتحدى الجميع ، ويرى المنتخب الوطنى احد ممتلكاته الخاصة كالمبنى الذى يسكنه فى الجبلاية ، وتناسى ان المنتخب ملك الجميع والجماهير بالدرجة الاول لولا دعم ومساندة الجماهير لن تستطيع ان تحقق اى شئ ، بل قد يجد نفسه غريبا عندما يلعب فى وطنه وبين جماهيره ومن الوارد ان يهتف ضد المدرب ومن اتوا به ، ونجد جلال بمفرده فى مرمى النيران، التى لن ترحمه واتحاد الكرة من الحساب يوم يكون الحساب عسيرا، فهل سيكون قادرا على تحدى الجماهير والاعلام، ام سيرضخ ويقرر الرحيل من تلقاء نفسه هربا من المسؤولية والضغوط النفسية عليه ، بعد ان يكون المنتخب فى موقف لا يتحمل تغييرات اخرى ؟!
كنت اتمنى ان يعطى اتحاد الجبلاية انفسهم الفرصة لمراجعة قرارهم ، ونحن على البر ،كما يقولون قبل توقيع التعاقد رسميا ، بعد ان تعرفوا على ردود فعل الجماهير والاعلام طوال الأيام الماضية ، لإعادة حساباتهم لعلها تكون المخرج الامن قبل ان نعيد من جديد التجربة المريرة لحسام البدرى ، ويتم إقالة جلال قبل مرور منتصف عقده ، وكأننا لا نتعلم شيئا تجاربنا السابقة حلمك علينا .. ياشيخ علام !!
مع الاعتذار للفنان الراحل امين الهنيدي