أمير نبيل يكتب: الزمالك فوق الجميع!
ساعات قليلة وتخضع الجمعية العمومية لنادي الزمالك لاختبار حقيقي، عندما تختار مجلس إدارة جديد يقود القافلة البيضاء لأربع سنوات مقبلة.. بالطبع ليست المرة الأولى التي تكون انتخابات الزمالك فيها محل ترقب من أنظار المتابعين، لكن هذه المرة تبدو مختلفة بسبب التنافس القوي على كافة المقاعد بلا استثناء..
أحداث كثيرة عاشها نادي الزمالك في غضون أقل من عامين كانت كافية لأن تجعل المتابعين يراقبون بقلق مستقبل القلعة البيضاء وما يمكن أن تُسفر عنه تلك الانتخابات.. ليست مُفترق طرق وبالتأكيد لن تكون كذلك، فهي في النهاية سباق انتخابي يحسمه الصندوق.. أو من المفترض أن يحسمه الصندوق، ومهما كانت الأسماء التي ستربح ذلك الماراثون، أقول ذلك لأن الكيان هو الأبقى، ولطالما عصفت ولاطمت أمواج التغيير بالسفينة البيضاء، وترنحت بين شطآن الأزمات لكن في كل مرة تبقى الحقيقة الثابتة وهي أن الكيان ثابت والأشخاص زائلون.
عزيزي القاري.. سواء كنت عضوا في الجمعية العمومية أو مشجع للزمالك، أو حتى متابع لهذا النادي، فإن أقصى ما نتمناه سوياً هو أن يكون الناخب على القدر الكافي من الوعي الذي يجعله يعي مستقبل ناديه وما يحتاجه.. لا أقول لك انتخب هذا أو ذاك، فوالله لا ناقة لي ولا جمل في نجاح أحد أو فشل آخر.. لكن هذا الكيان الذي وطأت قدمي أبوابه كزائر أو عضو أو حتى مشجع منذ تسعينات القرن الماضي أرى أنه أن يستحق من الجميع إنكار الذات وإعلاء المصلحة العليا.
وبالحديث عن المصلحة العليا فإن لغة العقل تفرض على من يُمسك بقلمه ويهم صوب الصندوق الانتخابي من أجل الإدلاء بصوته، أن يختار قائمة كاملة، فمهما كانت درجة اتفاقك أو اختلافك مع أشخاص بأي قائمة فإن الانتخاب الانتقائي لم يكن يوماً الحل الأمثل، ولن يكون كذلك.. أدرك صديقي العضو، وأتفهم عزيزتي الناخبة، أن هناك من لهم مكانة في قلوب الأعضاء ويرونهم الأفضل مهما اختلفت الانتماءات، لكن لا يمكن أن تضمن النجاح لناديك لو أنك تختار أطرافاً متناحرة لكي تكون في مجلس واحد.
لو أننا في المدينة الفاضلة لربما قلت أنه يمكن العمل والتوافق داخل نادي الزمالك، مهما كانت النتائج، لكن دعونا نهبط إلى أرض الواقع فالأجواء التي تسبق الانتخابات لا يُمكن أن تبنئ بإمكانية العمل سويا بين مرشحين من قوائم مختلفة.
من هذا المنطلق فإنه يجب أن يكون “الزمالك فوق الجميع” وهنا أستعير الشعار المعروف للنادي الأهلي، والذي يسيء البعض فهمه أو ربما استخدامه أحيانا.. فالمقصود هو مصلحة النادي فوق الأشخاص.. ومن ثم فإن الحل الأنسب لرأب الصدع في الزمالك هو اختيار قائمة موحدة وأن يعي عضو الجمعية العمومية حجم التأثير السلبي الذي قد يتسبب فيه الانتخاب العشوائي ما دون القوائم.. أكرر لست أدعم أي مرشح لكنني أدعم الزمالك فقط أيا كانت الأسماء التي ستظهر للنور في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.