سيناريوهات محتملة.. أين يذهب محمد صلاح بعد رحيله من ليفربول

خالد عامر

«لن أتحدث إلى محمد صلاح بشأن التركيز في المباريات، لأنه يعرف ما عليه القيام به جيداً، وأنا متأكد أن مسألة تجديد تعاقده لن تؤثر على تركيزه في الملعب في هذ المرحلة الحساسة من الموسم».
إحدى تصريحات الألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، بشأن نجمه والجناح الأيمن للفريق، المصري محمد صلاح، تصريحات وإن جاءت لتحمل معنى جميل بأن صلاح لاعب محترف ويعرف ما عليه القيام بهن لكنها أيضاً تحمل في طياتها اعترافاً بأن هناك مشكلة كبيرة في موضوع تجديد عقد محمد صلاح مع الفريق.

ولا يخفى على أحد أن صلاح ووكيل أعماله رامي عباس، رفضا العرض المقدم من إدارة ليفربول، وصمما على الحصول على المقابل المادي الذي طلبه رامي عباس لتجديد التعاقد، والذي يقدر بـ300 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع الواحد، ليخرج الصحفي المشهور فابريزيو رومانو للتأكيد على أن صلاح ووكيل أعماله لا توجد لديهما نية على الإطلاق لقبول أقل من هذا الراتب للجلوس على طاولة المفاوضات.
فابريزيو رومانو أكد أيضاً أن المفاوضات بين الجانبين متوقفة من شهر ديسمبر من عام 2021 الماضي، وأنه لا توجد أي أخبار جديدة، وكل طرف متمسك بالعرض الذي قدمه، ولا ينوي التنازل أو التساهل فيه.

كل المؤشرات تقول أن الثلاثي، المصري محمد صلاح والنرويجي إيرلينج هالاند، والفرنسي كيليان مبابي، سيتحكمون في كرة القدم السنوات المقبلة، ليكونوا أفضل بديل لليونيل ميسي وكريستيانو على عرش اللعبة، وبما أن الثلاثة أصبحوا مطلوبين في أفضل الفرق في العالم وأكبرها، وأصبح رحيلهم عن صفوف فرقهم الحالية وشيكاً، رأينا أن نكتب سيناريوهات محتملة لوجهة صلاح المقبلة إذا لم يجدد تعاقده مع ليفربول، في ضوء الأخبار المنتشرة عن موقف مبابي وهالاند.

السيناريو الأول.. محمد صلاح في برشلونة

توصلت إدارة برشلونة إلى اتفاق لرعاية النادي مع شركة «سبوتيفاي» العالمية، وهو الاتفاق الذي يحصل بموجبه برشلونة على 300 مليون يورو سنوياً مقابل وضع شعار الشركة على القميص وتحويل اسم ملعب الفريق إلى «سبوتيفاي كامب نو».
الأموال الكثيرة التي سيحصل عليها البلوجرانا ستساعد في حل مشاكله المادية، والتي كانت سبباً مباشراً في رحيل نجم الفريق الأول وأسطورته ليونيل ميسي، بالإضافة إلى الفرنسي أنطوان جريزمان الذي كان قد انضم إلى صفوف الفريق لفترة قصيرة للغاية.

حل المشاكل المادية للنادي سيساعدهم على تحسين جودة الفريق عن طرق التعاقد مع لاعبين من الصف الأول عالمياً، بعدما بدأ بالفعل الموسم الحالي في تقوية صفوفه بالتعاقد مع لاعبين مميزين مثل أداما تراوري وبيير إيمريك أوباميانج وفيران توريس، وقبلهم التعاقد مع ممفيس ديباي.
تشافي هيرنانديز أبدى إعجابه الكبير بمحمد صلاح، ووضعه الخيار رقم واحد في قائمة بدلاء إيرلينج هالاند إذا ما فشل النادي في التعاقد مع اللاعب النرويجي الشاب من نادي بوروسيا دورتموند الألماني، والذي سيكلف انتقاله إلى نادٍ أخر تقريباً 120 مليون يورو، حيث يملك شرطاً جزائياً في تعاقده يقدر بـ75 مليون يورو، بالإضافة إلى طلب وكيل أعماله مينو رايولا باقي المبلغ كعمولة لإتمام الانتقال.

الملبغ يبدو كبيراً للغاية على فريق يعاني من أزمة مادية، لذلك يبدو موقف صلاح أفضل بالنسبة لخزينة برشلونة، خاصة وأن انتقاله إلى إسبانيا سيكلف حوالي 70 مليون يورو.لكن مع تعزيز خزينة النادي بما يقرب من الـ200 مليون يورو العام الحالي، فمن يدري، ربما يقرر لابورتا إنفاق هذه الأموال على الثنائي الهجومي، والتخلي عن بعض الأسماء الأخرى، القريبة بالفعل من الرحيل، مثل عثمان ديمبلي.

السيناريو الثاني.. صلاح في ريال مدريد

لا يخفى على أحد الاهتمام المتزايد من جانب إدارة ريال مدريد برئاسة فلورينتينو بيريز يضم النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي من صفوف باريس سان جيرمان، وأن الأخبار كلها تشير إلى توقيع اللاعب الفرنسي على عقود انتقاله بالفعل إلى «الميرينجي».
ريال مدريد يملك بين صفوفه جناح أيسر مميز هو البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور، ويملك مهاجم هو واحد من أفض اللاعبين في العالم في الوقت الحالي وهو الفرنسي كريم بنزيما، ويحتاج للاعب يشغل مركز الجناح الأيمن حيث أنه مازال يملك مشكلة كبيرة في هذا المركز، في ظل تذبذب مستوى ماركو أسينسيو عدم وصول البرازيلي رودريجو إلى المستوى المنتظر منه وقت ظهوره على الساحة.

مبابي على أغلب الظن سيلعب هذا الدور في ريال مدريد، لن يكون مهاجماً صريحاً كما كان في باريس سان جيرمان،لكن دعونا فقط نضع تخيل أن الأمور لم تنتهي كما ينبغي، ولم يرحل مبابي عن صفوف فريق العاصمة الفرنسية، نظراً للضغط الكبير من جانب إدارة النادي ومن الحكومة الفرنسية نفسها لعدم رحيل اللاعب والمقابل المادي الكبير المعروض على اللاعب لتمديد تعاقده.
إذ حدث ذلك فربما يكون محمد صلاح هو أفضل لاعب يشغل مركز الجناح الأيمن في ريال مدريد، خاصة مع احتلاله المركز الثالث في قائمة أفضل لاعب في العالم مرتين في أخر 3 نسخ من جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، «فيفا»، بالإضافة لى تحوله إلى دعائي من الطراز الأول ولديه الكثير من عقود الرعاية، وهو أمر يهتم به فلورينتينو بيريز بشدة بجوار المستوى الفني.

السيناريو الثالث.. محمد صلاح في باريس سان جيرمان

وهنا نأتي لتصور أن كل الأمور سارت كما ينبغي لها أن تسير، مبابي انتقل إلى ريال مدريد كما هو متوقع ومنتظر من عدة مواسم، وبرشلونة توصل إلى اتفاق مع مينو رايولا وحصل على مراده بالتعاقد مع هالاند، حتى ميسي الذي لم يكن سعيداً في باريس سان جيرمان خرجت الأخبار عن عودة محتملة إلى برشلونة، فعل ذلك وعاد إلى محبوبته.

مع رحيل مبابي عن باريس سان جيرمان، بالإضافة إلى رحيل أنخيل دي ماريا المحتمل بعد انتهاء تعاقده، قد يكون محمد صلاح هو البديل الجاهز لخلافة مبابي في باريس سان جيرمان، لأنه يجيد اللعب في المراكز التي يلعب فيها الفرنسي، سواء كجناح أيمن أو كمهاجم.

أرقام محمد صلاح تشير إلى أنه أحد أفضل مسجلي الأهداف في العالم في الوقت الحالي، وهو ما قد يحتاجه باريس لإنهاء أزمته مع دوري أبطال أوروبا والتتويج بلقب سيكون الأول في تاريخه. بالإضافة إلى أنه إذا غادر ميسي وتمكن ناصر الخليفي رئيس النادي من توفير الراتب الكبير الذي يتقاضاه الأرجنتيني، بعد توفير راتب مبابي ودي ماريا، قد ينتقل رجل الأعمال القطري إلى الخطة البديلة وهي التعاقد مع البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، والذي تشير الأخبار إلى رغبته في الرحيل عن مانشستر يونايتد، وأمنية الخليفي في أن يرتدي النجم البرتغالي قميص الـ«بي إس جي» يوماً من الأيام.