الكاتب الإماراتي الكبير محمد الجوكر يكتب : أوراق قديمة (7)

0 195

أصبحت القائمة الموسعة لمنتخبنا الوطني حديث الوسط الكروي، ربما بسبب العدد الكبير من اللاعبين، وكان من المنطق أن يختار المدرب المجموعة نفسها، والأسماء التي خاضت آخر مباراة، مع إضافة بعض العناصر، ولكن يبدو أن المدربين لهم أساليب مختلفة عن بعضهم بعضاً، فالقائمة المقدمة من الأرجنتيني أروابارينا استعداداً لمباراتي العراق وكوريا الجنوبية، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 لحساب المجموعة الأولى تحتوي على 41 اسماً، وهي بلا شك قائمة طويلة للغاية، ونرى أن التحضير المعنوي والنفسي مسؤولية اتحاد الكرة بأن يلتقي في جلسات مع اللاعبين بعيدة عن الملعب، تكون داخل قاعة أو صالة، يتم الحديث عن أهمية المباراتين خاصة أننا سنلعب على أرض رفع عنها الحظر بعد سنوات، وبالتالي يجب أن يكون التحضير على مستوى عال، ومختلف تماماً فنياً وإدارياً وإعلامياً، وهذه المسؤولية تقع أولاً على مجلس الإدارة واللاعبين، فالكرة في مرماهم، أما المدرب فهو جديد على المنتخب رغم تجاربه المحلية!

 

 

ما يحدث اليوم يعيد للذاكرة واقعه شهيرة تخص المنتخب الأول، ففي عام 1976 أقام منتخبنا الوطني معسكره لمدة 12 يوماً في القاهرة، ولعب ثلاث مباريات أمام الزمالك والترسانة والإسماعيلي، ورافق البعثة سلطان صقر السويدي أمين عام اتحاد الكرة وقتها، والمدرب اليوغسلافي تاديتش ومساعده المصري أحمد رفعت، وكان مدير المنتخب جمعة غريب، وذلك استعداداً للمشاركة في دورة كأس الخليج، التي جرت بالدوحة، وللتاريخ نقول: كانت أول مرة أن يلعب لاعبونا على ملاعب مزروعة، واعتبرته البعثة أمراً مهماً يجب أن يتعود عليه اللاعبون قبل السفر إلى قطر، لأننا لم تكن لدينا ملاعب مزروعة آنذاك حتى عام 1978 عندما تم إنشاء ملعب نادي الشعب، وقد استثمرت البعثة الإدارية وقتها في جمهورية مصر العربية، وأقامت شبكة من العلاقات الإدارية، حيث التقوا وزير الرياضة والشباب المصري عبد الحميد حسن، وأيضاً كان هناك لقاء مع صلاح الشاهد رئيس نادي الترسانة، وأحد رجالات الدولة في مصر في تلك الفترة، وهذه الزيارة كانت في فترة الرئيس الراحل أنور السادات، وأيضاً التقوا الصحفي المخضرم مجدي الدين فكري أحد أساتذة الصحافة الرياضية، فالوفود الكروية (زمان) عندما تذهب لمعسكر أو لمباراة تستفيد لأقصى درجة في جميع النواحي، فالإداريون كان لهم حضور طيب، ولديهم الثقافة الواسعة، ويتمتعون بالحس الإداري، الذي يعكس هوية رياضتنا، كهذا كان التخطيط في تلك الفترة.
قصدت من تناول هذه الأوراق على مدى أسبوع ألا تتبعثر الأوراق، ولا تضيع دروس، يمكن أن نستفيد منها كل يوم! والله من وراء القصد

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق