أيمن بدرة يكتب: لم تعد منافسة رياضية
.
عملية الاغتيال المعنوي لحارس مرمى الاتحاد السكندري أحمد يحى التي كانت قبل أيام ..رغم مرور فترة عليها إلا أنها لاتزال تترك في نفسي غصة .. فكلما تذكرت خروج احمد يحى باكياً كارهاً اليوم الذي لعب فيه كرو القدم وكيف أن القسوة جعلته يكره حياته ويخرج من مباراة فريقه مع سيراميكا كليوباترا وقد قرر أن ينهي حياته الكروية بدلا من أن يستمر في هذه الأجواء التدميرية
وهذه ليست واقعة واحدة متفردة في الوسط الرياضي ..ولكن هناك عشرات بل مئات الحوادث في السنوات الأخيرة التي تدل على افتقاد الروح الرياضية بل وكثير من قيمنا الدينية بل والإنسانية .
لن أعيد التذكير بحفلات السب الجماعي في الملاعب ضد لاعبين ومسئولين ولا أحد من هؤلاء الشتامين يفكر للحظة أن من يسبه هو انسان مثله له أهل وأصدقاء
طبعا القرارات المطاطة ومواجهة الانفلات السلوكي بعقوبات تخضع للاهواء والحسابات الشخصية والتأثير بالسوشيال ميديا يجعل من الأمر يستفحل وكل يوم يزداد الوضع خطورة لأن جريمة الاغتيال المعنوي في الوسط الرياضي لم تعد تتم من المدرجات بل استشرت وانتشرت عبر فضائيات وفيديوهات يخرج فيها شخص مسؤول أو نجم كبير ليهين مسئولين آخرين أو لاعبين أو إعلاميين بمنتهى البجاحة ومنهم من يصدر احكام على هذا وذاك
واذا كانت القدوة مفتقدة فكيف نقول للشباب امنعوا السباب .. سيقولون لماذا لا تقولون لفلان وعلان الذين يخرجون للخوض في ذمم وأعراض ..والنتيجة أن الصداقات القوية بين نهم للأندية تكاد تكون اختفت لأن الدخلاء على الرياضة حولوا المنافسة الرياضية إلي كراهية .. وظهور أي لاعب مع زميل له من نادي آخر في مكان تعني بالنسبة للشباب المتأثرين بكلام المخربين الخيانة العظمى فقد شككوا لهم في النوايا والنفوس وجعلوا اي نجم زملكاوي يتعامل مع اهلاوي أو العكس يتعرض لهجوم شرس
شوفوا وصلنا إلي أي مستوى من سوء التعاملات وقد أصبح السباب يملاء الفضائيات والمواقع ..والناس لم تعد تهتم بالمباريات وما يجري فيها من منافسات فنية ولكن بما يحدث بعد المباريات من تلقيح مع كل تصريح وكلام قبيح .. وتظل تتردد وتكرر ما قاله فلان في حق علان ..و اتهام هذا لشخص بالتفويت وغيرها من اتهامات حتى أصبحت الأوضاع مزرية ..وأخشى أن يمتد لهيب الكراهية ..فلابد من وقفة إنسانية ومجتمعية بدون اعتبارات غير المصلحة الوطنية.