يحى زكريا يكتب : بصراحه شديده !! مات ابني ايها السكاري !

0 303

 

 

منذ خمس سنوات ودعت اختي الغاليه وتوأم الروح بعد معاناه مع قلبها الحزين الذي لم يمهلها كثيرا ..ثم استرد الله وديعته وعشنا نحن مصيبة الموت كما ذكر الله في كتابه الكريم..تركت لنا الاحزان وايضا تركت لنا قرتي اعين هم اولادها امين المهندس الشاب وامنيه الصغيرة التي لم تعيش لحظة فرح امها بلحظة التخرج الجامعي..ومرت الايام والسنين.

 

ابن اختي المهندس الموهوب من عشاق نادي الزمالك ومحب للنجم حازم امام ويحزن ويفرح مثل كل مشجعي هذا الكيان الكبير..ايضا يوافق علي تصرفات الاداره حتي لو خاطئه لأنه رضع في شبابه من تصريحات مسؤولين يقودون النادي الي التعصب واصبح كمتفرج طرف في المنظومه..كان يعيش مثله مثل كل اولادنا بحثا عن لقمة العيش خاصة بعد ان تزوج واصبح لديه طفلين اسر وملك وزوجته الشابه ايه التي اصبحت ارمله ثكلي..وكان يعاني لحماية اسرته ومستقبلها في الوقت الذي كان لاعبو الفريق الذي يحبه يركبون افخر السيارات ويسكنون في ارقي كمبوند لكبار الناس ويفتتحون المطاعم والكافيهات في ارقي اماكن في المحروسه..وهو وجيله يعانون ويتعبون عشان قوت يومهم والباشوات الاخرين يعيشون رغد العيش..امين ابن شقيقتي يتعصب ويحزن مثل الجماهير والاخرين لا يشعرون بوجودهم..وللحقيقه هذا ما يحدث في كل الانديه محليا وعالميا..ولكن !!ولكن !!

 

فجأة ومنذ اسبوعين بالتحديد صباح الجمعه كانت المصيبه الثانيه بعد وفاة شقيقتي..رن التليفون..صرخه مدويه..امين مات..ابن اختك مات..ابنك وحبيبك مات ! كان المتحدث جار ابني وصديقه..لم ارد..لم استوعب مايقول..صرخت لطمت كالنساء..بكيت انهارا..خرجت عن الدين قائلا لماذا يارب تأخذ الشاب الذي لم يبلغ الاربعين عاما وتتركني انا الرجل العجوز..كفرت..نعم كفرت..هرولت غير مصدق الي بيته البعيد جدا..وصلت وانا كافر بأمر الله وقضائه ..صعدت السلم علي امل ..وجدت زحام امام بيت شقته..ايضا لم استوعب الحقيقه..دخلت مسرعا ابحث عنه..وجدته نائما مسجي علي فراشه..عادت بي الذاكره اربعين عاما الي الوراء ..نعم رأيته نائما علي ظهره طفلا صغيرا يبتسم ويحرك قدميه ويديه الصغيرتان ..والان اراه شابا كبيرا نائما بلا حراك..نعم انها الحقيقه..مات امين..هو الأن موجود بجسده ولكنه الأن ايضا في حضن امه..شقيقتي الراحله..وكأنه كان يعدوا ويجري للقاء امه رافضا تلك الحياة..مع السلامه يا أمين..مع السلامه ابني الغالي.

 

استغفر الله العظيم..سامحني يارب..تلك مشيئتك ولا راد لقضائك ولكن الصدمه افقدتني العقل والتفكير..ارحمه يارب وارحم ضعفه وثبت قلب ابوه الكبير وصديقي الحاج يحيي امين واخته الغاليه امنيه اللذان فقدا كل شئ بفقدان ست الحبايب ثم الامتحان الأكبر بوفاة الابن والاخ وكبيرهم والعين التي يبصرون بها والسند الوحيد لهم في تلك الحياة.

العقل مشتت والكلمات تتباعد وتقترب ويهرب مني معني رسالتي.. وحين انعي ابني فأنا ابعث برساله الي شباب ومشجعي كرة القدم حتي الصغير والكبير..اقول لهم..ماذا جني المهندس الشاب من حبه وتعصبه لهذا الفريق ضد الجماهير الأخري..ماذا حصد هو وامثاله من التناوش والخصام والحزن في لحظات الانكسار الكرويه..اسأل كل هؤلاء..ابني مات..هل فعل النادي الذي احبه اداره واجهزه فنيه ولاعبون شئ له..هل يعرفون ان هناك شاب كان مجنون بهم مات وهم لاهون..وكم من الاف من امثال ابني امين ماتوا وايضا لا يعلم النادي عنهم شئ وهم يحصدون الأموال والشهره والدنيا.

 

ايها الابناء..استوعبوا رسالتي جيدا..خليكوا قريبين من الله..اتركوا الدنيا وتمتعوا بما امر به الله بعيدا عن الفساد في الارض وتأليه الفاسدين في لعبة التافهين..الرياضه اخلاق والزمن الذي نعيشه الان حول العقلاء الي اغبياء..امين مات في لحظه..ابنه الضغير رأه واقفا..اخذ ينادي عليه اكثر من مره..بابا..بابا..ولكنه سقط مفارقا الحياة ليلحق بحضن امه في جنة الخلد..مع السلامه ياغالي..ولا عزاء للجهلاء الذين لن تعنيهم رسالتي لأنهم سكاري !!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق