انت ابن مين في مصر ؟..كلمة في مسرحيه كوميديه انتشرت كالهشيم في كل مكان من المحروسه واصبحت علي كل لسان خاصة في المعارك اللفظيه بين الاشخاص..وايضا هناك مقوله اخري في نفس المنزله وهي مقولة انت مش عارف انا مين او ابن مين ؟!..وهي تستخدم في الاغلب بين اولاد الاكابر مع اي طرف اضعف منهم او قد يستخدمها اشخاص اغبياء من البسطاء في صراعهم مع البعض لأعطاء انفسهم جرعة من الشجاعه او القوة لأخفاء حقيقة وضعهم الاجتماعي البسيط..وهو مانشاهده كثيرا في ايام تفكك العلاقات بين فئات المجتمع وظهور فئات محرومه ومسكينة وحين تغير الوضع الاجتماعي لهم وتحولوا الي اغنياء وجلسوا علي كراسي اكبر منهم انتقموا من اصدقائهم واهاليهم الذين يعرفون تاريخهم قبل الثراء وتنكروا لهم في محاولة لأخفاء الماضي بالخلاص من هؤلاء ليعيش الحاضر مرتديا نيو لوك او قناع مختلف ومخادع .
الشرفاء وحدهم والذين عاشوا في كنف اسر صالحه حتي لو كانت معدومة الحال او متوسطي الدخل هم الذين يتشرفوا ويتباهوا ويسعدوا بقصة كفاح طويله اوصلتهم للنجاح وهم والحمد لله كثيرون ويخرجون للمجتمع يتحدثون بفخر انه كان عامل طوب والان اصبح لاعب عالمي ايضا وذاك كان ابوه فلاح ولكنه رباه حتي اصبح عالم وطبيب كبير ومنهم الصحفي والمحامي والمهندس والطيار ورجل الاعمال..كثيرا من الشرفاء في المجتمع..اما عديمي الاصل وهم اقليه كلما كبروا يكرهون الماضي وهم للأسف وفي عصر التكنولوجيا مكشوفين وتاريخهم معلوم للكافة وهم لا يصدقون انهم عرايا كما ولدتهم امهاتهم.
تلك الكلمات ايضا انتشرت اكثر هذه الايام في الوسط الاعلامي والوسط الرياضي ..ولأنني عايشت بدايات الكثير من هؤلاء بحكم عملي الطويل في مهنة الصحافه ومدرسة اخبار اليوم والتي تجعل الكاتب يطل من اعلي علي هؤلاء ويشجعهم في الخطوات الاولي ايام فقرهم ثم يصادقهم ايام التألق ويظهرهم في احسن صوره ويخفي الجوانب السيئه من تصرفاتهم حتي يظلوا مثل اعلي للأجيال التي تعشقهم..ثم وبعد الاعتزال تكرمهم بالسكوت من اجل ان تظل الصوره حلوه..ولكن ومع تطورات الحياة وغياب المسؤول الكبير والمحترم والقائد في تلك التخصصات التي ذكرتها تغيرت الخريطه..واصبح اللاعب الفلاني مذيع في قناه رياضيه وخريج الاعلام موظف في السكه الحديد وخريجي الحقوق والتجاره صحفيين في كبريات الصحف خاصة القوميه لأنهم ابناء كبار الصحفيين او الاداريين وايضا اقارب اعضاء مجالس الادارات..وهنا اختلط الحابل بالنابل واصبح الجاهل اعلاميا وهو الذي يوجه الرأي العام ..والكارثه ان هذا الشخص لو كره زميل له او نجم لمع واصبح اكثر شهرة منه ونال حب الجماهير ولأنه في الاصل من فئة الكارهين لماضيهم بحكم قلة الاصل تجدهم يحولوا البرنامج اللي المفروض انه ملك للمشاهد الي ساحة معارك وتصفية حسابات وكراهية وبالتالي اشعال النيران والتعصب بين جماهير الكره واكثرهم حمقي ويتأثرون بتلك البرامج ..والاجمل ان هذا يتم برضاء كامل من صاحب المحطه لأنه مبسوط من كثرة المشاهده ولا تعنيه الفضيلة لأن صاحب المحطه تاجر اسمنت او سمك او روبابيكيا ومهن اخري شريفه ونحترمها لكنه يتعامل معها بلغة الارقام وليست لغة الادب والاحترام.
ثم وصلنا في نهاية الامر الي المذيع لاعب الكره القديم والذي انا كصحفي اعلم عنه الماضي الاسود ولم اكتب عنه شئي في سطور سابقه واخفيت معلوماتي احتراما لأداب المهنه التي مات الشرفاء من رجالها واصبح من يديرونها هم من غير المتخصيين..هذا المذيع الكاره لحياته واللي مش مصدق سنة الحياة وظهور نجوم في كل مرحله فقام بالأنتقام من الحاضر بتسخير برنامجه للأخرين من اصحاب السوابق للتطاول علي اللامعين متخفي وترك للاخرين المهمه معتقدا ان الاخر انسان غبي..ولكن انقلب السحر علي الساحر وفجأه وفي كلمتين قام المجني عليه بتعرية هذا الفاشل وفي اقل من نصف دقيقه رغم ان الباشا ظل يشتمه من قبل في خمس حلقات اي في عشر ساعات..ولما سقط بكلمتين وبس..خرج في هستيريا ليهاجمه ويقول له ( انت مين ؟..انت مش عارف انا ابن مين؟! ده انا مكتب ابويا ماتقدرش تمشي جنبه ولا تجرؤ !!!! )
هل عرفتوا الان ماهية القصد من مقدمة المقال..وهناك امثله كثيره لميكانيكيه وتجار سلاح يديرون برامج الرأي العام ذي القزم وابو فانله وبتاع الفراخ وده مهنته بالفعل ومؤجر ساعتين من قناة الهانم ام رجل مسلوخه بيلعلع فيهم وبيهاجم الانديه ومجالس الادارات واللاعبين في مشهد كوميدي يندي له جبين مهنة الاعلام..وهي من اشرف المهن والتي ماتت ويجلس علي نعشها اشباه الرجال !!!
الرئيسية