أيمن بدرة يكتب : المان سيتي والريال .. ما بعد الجمال .. هل نحن فعلاً نلعب الكرة ؟

اذا كان ما نراه في الدوري ومن المنتخب المصري يسميه البعض لعبة كرة القدم.. فماذا يمكن أن نطلق على ما رأيناه اليوم بين فريقي ريال مدريد ومانشستر سيتي في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا ..أنها عرض في فنون لعبة غير تلك التي يمارسها المصريون !

مباراة السيتي والريال هي في كرة القدم الحقيقة التي اخترعوا من أجلها اللعبة التي أصبحت ذات شعبية في أرجاء الكرة الأرضية .
أما على الأرض المصرية فهناك حاجة شبية بهذه اللعبة ولكن بلا فنون ..مجرد مجموعة مصلحجية تربوا على أن المتعة الحقيقة في جمع المال ..وليس في إمتاع الجماهير وإظهار القدرات البشرية التي خلقها الله في الإنسان .

في أغلب لقاءات الفرق في الدوري المصري ..وفي مباريات المنتخب الوطني تجد أن أي من الموجودين داخل المستطيل الأخضر لا يفكر في التميز بقدر ما يشغله ماذا سيجمع من أموال ..وكيف سيجد فرصة أخرى في مكان جديد مع نهاية الموسم .

هذا للاسف ما تربى عليه عدد كبير من لاعبين صعدوا للفريق الأول باهواء ومصالح مع مدربين ومنهم من دفع لكي يستمر في فرق الناشئين ولكي يصل لسماسرة وأصبح لديه يقين أن كل شئ يباع ويشترى وعليه أن يجمع في الفترة التي يلعب فيها مع أي نادي أي مبالغ ماليه لأن ولي أمره دفع .. أو تم تزوير عمره كما حدث في واقعة لاعب نادي العبور الذي تم ضبطه بشهادة ميلاد شقيقته التي توفت وكانت تصغره بثلاث سنوات واسمها رضا ..فأصبحت شهادة ميلاد رضا الانثى التي توفت هي شهادة ميلاد ذكر يلعب في دوري منطقة القاهرة ..اكبر منطقة كروية في الجمهورية .

تخيلوا حضراتكم تأثير هذا التزوير على فريق من الناشئين وعلى المنافسين ..وماذا لو لم يتم اكتشاف هذه الجريمة كان ممكن رضا يكون أحد لاعبي فرق الدوري الممتاز .
في أوروبا يلعبون كرة القدم لأنهم يعرفون أن المال والشهرة مقابل الاجتهاد في إمتاع أصحاب اللعبة الحقيقين وهم الجماهير المشترين لهذه السلعة الترويجية .
اما عندنا فالهدف أن تبقى هو الدخول في دائرة المصالح والاحتكار التي تفرض على المصريين أن يرضوا بإنصاف المواهب أو عديمي الموهبة ..وان يقبلوا ويهللوا اذا ما لعبنا مدافعين ومتقوقعين أمام السنغال وخرجنا مهزومين بركلات الترجيح .

وتجد من يقول لك احمدوا ربنا احنا فين والسنغال فين .؟
ماذا تنتظرون من القاعدة الفاسدة وجذورها المخوخة إلا أن تكون فروعها مايلة والكرة كلها آيلة السقوط .