أنورعبدربه يكتب : قمة “مصر vs الكاميرون” .. بين تصريح “إيتو” و”روح الفراعنة” !

0 166

 

 

** لا أرى أي مبرر للخوف من “الحرب النفسية ” التي يشنها الكاميرونيون وعلى رأسهم نجمهم الكبير صامويل إيتو الذي أصبح رئيسًا لإتحاد الكرة في البلاد، ومثلما كان يهمه أن تقام البطولة على أرضه ولاتنقل إلى أي مكان آخر، ونجح في ذلك ، مثلما كان من الطبيعي أن يحلم بفوزمنتخب بلاده بها.. وترتيبًا على ذلك، لا أجدني منزعجًا ، من تصريحه العنتري للاعبين بقوله : إنها الحرب، بما يعني أنه يحثهم ويدفعهم دفعًا للفوز بأي طريقة، وكأنه يقول لهم: إنها مسألة حياة أو موت .. وعلى فكرة ياجماعة هذه الكلمات “إنها الحرب ” و”حياة أوموت” تتكرر كثيراً في عالم كرة القدم وخاصة على مستوى المنتخبات ، إنطلاقًا من الحماس غير العادي لقميص الوطن، تمامًا مثلما يقول المدربون أحيانًا للاعبيهم : أريد مقاتلين على أرض الملعب،أو فلتكونوا عدوانيين !! ومؤكد أنه يقصد إنه يريد 11لاعبًا يلعبون برجولة ويبذلون أقصى جهدهم من أجل تحقيق الفوز.

 

 

 

وربما الشيء الوحيد الذي جعل الكثيرين لايتقبلون هذا التصريح الحماسي ، هو إنه جاء على لسان من يشغل أعلى منصب في المنظومة الكروية في الكاميرون وهو رئيس إتحاد الكرة، ولم يكن من “الكياسة” أن يأتي على لسانه، أو ربما كان الأفضل أن يدلي به في جلسة خاصة مع اللاعبين ، لايحضرها صحفيون أو وكالات أنباء أو شبكات تليفزيون. ولوكان جاء على لسان المديرالفني للمنتخب الكاميروني أومدرب للفريق أو حتى أحد اللاعبين لهان الأمر.

 

 

 

ويقيني أن هذا التصريح ربما تكون فائدته لنا أكثرمنها لمنتخب الكاميرون لأنه سيضع لاعبيهم تحت ضغط نفسي شديد، ربما أكثر من لاعبينا ، إذ إنه مطلوب منهم الفوزولاشيء غيره .. وإذا ماأضفنا إلى ذلك ضغط الجماهيرالغفيرة التي ستحضرالمباراة ، فمعنى ذلك إن الضغط قد يتضاعف عليهم أكثرمن زيادته على لاعبينا ..ولن أنسى اليوم الذي واجهنا فيه منتخب الكاميرون على ملعبه في تصفيات كأس العالم ، وإمتلأ الملعب عن آخره بجماهيرهم ورغم ذلك استطعنا التعادل معهم 1/1 وحرمناهم من التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006.

 

 

لكل ذلك أرى أنه لاداعي للخوف أوالقلق، وبمشيئة الله سيكون النصر حليفنا، لأن شريط ذكريات النسخ السابقة من كأس الأمم يمرأمامي سريعًا بإرهاصاته الإيجابية ، وينبيء بأن ما صنعناه في بوركينا فاسو 1998، والقاهرة 2006، وغانا 2008، وأنجولا2010، سيتكرر بإذن الله تعالى وسنقهر”أسود الكاميرون” التي يقال إنها “لاتقهر”. تفاؤلوا خيرًا.

 

** قلت قبل أن تبدأ البطولة ، وربما منذ بطولة كأس العرب بقطر، إن المدرب العالمي كارلوس كيروش “يتحفنا بإفتكاسات ” غير مفهومة في التشكيل والتغييرات ، وجاءت مباراة نيجيريا لتؤكد ذلك ، وكانت الهزيمة 1/صفر مع الرأفة. وهاج المائة مليون مصري، ونحن منهم كنقاد رياضيين، ومن المؤكد أن غضب المصريين عامة وصل إلى كيروش، سواء من معاونيه أوعبر سفارة بلاده التي من المؤكد إنها تقدم له تقريرًا بعد كل مباراة ، فماذا كانت النتيجة ؟ “لايصح إلا الصحيح” وعاد الرجل إلى صوابه في مباراتي السودان (1/صفر) وغينيا بيساو(1/صفر) وصعدنا إلى دورالـ 16 لمواجهة كوت ديفوار، وكانت المفاجأة الكبرى إذ تحول منتخبنا الوطني كله إلى نجوم فوق العادة ، وظهرت شخصيتهم واضحة في الملعب وكان بمقدورهم حسم المباراة في وقتها الأصلي، دون الحاجة إلى اللجوء إلى ركلات الترجيح . وهنا لابد أن نعترف إن هذا التطورالمذهل والمفاجيء الذي حدث لمنتخبنا ولمديره الفني أسعدنا كثيرًا ، فلم نعد نتحدث عن “إفتكاسات” لأنها لم تعد موجودة .. عاد الرجل إلى صوابه ، ولعب اللاعبون كرتهم، فظهرت الشخصية المصرية التي كونت ملامحها من قديم الأزل أيام الفراعنة ، ثم أعادت إستنساخ نفسها في نصرأكتوبرالعظيم . وختامًا أقول: المدرب هو المدرب ،واللاعبون هم اللاعبون .. فما الذي تغير؟ يقيني إن الروح هى التي تغيرت ، وإن ملامح الشخصية المصرية برزت في أبهى صورها.. ياترى وصلت ؟!

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق