الكاتب الصحفي الكبير عبداللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافة الرياضية يكتب لـ ملعبكم: قمة قمم كأس إفريقيا للأمم

0 251

بمجرد الإعلان عن منتخب مصر فائزا في مواجهته لنظيره الإيفواري، ومتأهلا إلى دور ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم (الكاميرون 2021)، قفزت إلى أذهان الملايين من المصريين والمغاربة ذكريات وقصص المواجهات التاريخية بين منتخب بلديهما، لكن بأشكال مختلفة بين الأجيال…
كانت مبارياتهما على مر الزمن تتميز بالندية والمنافسة الحادة والمثيرة، إلا أنها لا تفسد للود قضية، بل تقوي وتعمق أواصر الأخوة والمحبة بين الشعبين الشقيقين…

كل ما له علاقة بالرغبة الجياشة في الفوز، يبقى على “المستطيل الأخضر”، وتدون ذكرياته في أوراق التاريخ، لتطوى على أمل الرجوع إليها عند الضرورة.
أما علاقات التقارب والملح والتعاون والتضامن والمصير المشترك، فتستمر في توطيد روح الوئام والفخر بين المغرب ومصر، على أصعدة كثيرة…
شرعية المواجهات التاريخية بين الطرفين، تضع المنتخب المغربي لكرة القدم في المقدمة، لكن شرعية التتويج باللقب الإفريقي تمنح الريادة لنظيره المصري، بسبعة (7) كؤوس، مقابل تتويج واحد ووحيد للفريق الوطني…ومع ذلك، لابد أن نعترف بأنه لا الشرعية التاريخية، ولا شرعية الرقم القياسي، بمقدورهما أن يحسما مباراة الأحد (30 يناير 2022)، لهذا الطرف أو ذاك.
من سيحسم المواجهة ويحدد الفائز فيها، هو الأفضل جاهزية من النواحي البدنية والذهنية والنفسية والتقنية والتكتيكية، ومن سيستحضر في عملية التحضير، كل السيناريوهات المحتملة، بما فيها إمكانية الاحتكام إلى الشوطين الإضافيين، أو ضربات الجزاء الترجيحية…
على مر التاريخ، لم تكن الغلبة للمغرب على مصر، والعكس صحيح، بنتيجة ثقيلة، إذ كانت في مجملها تنتهي بحصص صغيرة، إما بهدف أو هدفين لصفر، أو بهدفين لواحد، ومع ذلك، لا أحد بإمكانه أن يجزم بأن نتيجة الأحد المقبل لن تخرج عن هذا الإطار المألوف و”المتعارف عليه”!!.
المواجهة هذه المرة مختلفة، لأنها ستضع جيلين وجها لوجه، لأول مرة في مسارهما الرياضي، مع بعض الاستثناءات القليلة، المتمثلة في حوالي أربعة لاعبين من كل طرف كانوا حاضرين في آخر مباراة جمعت المغرب ومصر في كأس إفريقيا للأمم، خلال دورة الغابون 2017، وارتبط هي الأخرى بدور ربع النهاية…
من هنا، يمكن القول بأن مستجدات وخصوصيات المواجهة الجديدة في النهائيات الإفريقية، سيكون لها الوقع الإيجابي في تحديد معالم التفوق، بعيدا عن أرقام ومعطيات وذكريات التاريخ!!.
وبتقليب أوراق ربع نهاية دورة 2017، نقف على أربعة أسماء، من كل منتخب، شاركت في تلك المواجهة، وهو ما يؤكد على أن الغالبية من الجيل الجديد للمنتخبين، يتواجهون فيما بينهم لأول مرة.
عندما احتضنت مصر دورة 2006، كان المنتخب المغربي، تحت قيادة الناخب الوطني، آنذاك، محمد فاخر، ضمن مجموعتها الأولى، حيث خسر أمام الكوت ديفوار بهدف لصفر، سجله النجم دروغبا عن طريق ضربة جزاء، لكنه تعادل بصفر لمثله ضد مستضيف المسابقة، وبالنتيجة ذاتها أمام المنتخب الليبي.
لكن المباراة النهائية، جمعت من كانا مع المغرب في المجموعة ذاتها، وهما مصر والكوت ديفوار، وانتهت بتتويج “الفراعنة” باللقب عبر ضربات الجزاء الترجيحية…
وحتى اللقب الوحيد للمغرب على الساحة الإفريقية، تحقق بعد الفوز على مصر في البطولة المصغرة، وقبل ملاقاة غينيا في المباراة الأخيرة والتعادل معها بهدف لمثله…
ذكريات عديدة تفرض نفسها على المهتم والمتتبع، لكن معطيات وحقائق ومقتضيات الحاضر، هي الفيصل في ترجيح كفة من سيعبر إلى نصف نهاية دورة الكاميرون 2021؟!!.
هي بكل تأكيد مواجهة في طابع نهائي سابق لأوانه، كنا نتمنى لو أنها شكلت مسك الختام في دورة الكاميرون الحبلى بالمفاجآت!.
ولا شك في أن المباراة تعيد إلى الأذهان ذكرى المواجهة التي جمعت الطرفين برسم الدور نفسه في نسخة الغابون سنة 2017، وانتهت لمصلحة المنتخب المصري بهدف لصفر، وتترك جانبا المواجهات الأخرى التي كان فيها المنتخب المغربي الأكثر تفوقا وتميزا، لأن العبرة بعامل القرب الزمني، وبتشابه مقامات التنافس!!.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق