يحي زكريا يكتب: وبصراحه!!…للأسف.. عمر مات!!

0 557

أتصل بي أبن عمتي ليبلغني أن أبنه عمر خريج كلية الحقوق الذي يقضي فترة التجنيد ولكن في الشرطه يجري الان عمليه جراحيه دعواتك.. ذهبت مسرعا ووجدته قد أفاق من العمليه وسينتظر التحاليل بعد أيام.. حاولت قدر الإمكان تسليته ومحاورته ليخرج من الأمه وأزمته.. وتصادف أن لقاء الاهلي والزمالك الأخير كان في مساء نفس اليوم.. وأسعدني الحوار الممتد بين عمر هذا الشاب الجميل والملاك الطاهر وهو يرقد علي فراش المرض وهو أهلاوي حتي النخاع وبين أخيه الاصغر(اسلم) الزملكاوي جدا جدا.. وكل واحد منهم يحلم بفوز فريقه علي الأخر.. وتدخلت بحكم تخصصي متعمداً لأطيل النقاش وتحدثت عن المدربين واللاعبين والخطط لنشغل عمر ونهون عليه.

ومرت الايام القليله ليفاجئني والده بمكالمه باكيه ان التحاليل اثبتت ان عمر عنده سرطان منتشر في جسده النحيل وتم نقله الي القصر العيني اورام.. ترجلت اليه مرة اخري اجر قدمي الذي لم يعد يقدر علي مواجهة الشاب الذي احبه ويحبه كل الناس..ولكن كان اللقاء.. صغير السن فكان يعتقد انه سيعالج ايام ويخرج لحياته واخذ يكلمني عن خطواته العمليه القادمه.. كنت ابتسم وابادله ووالده تلك الاحلام الورديه والتفاؤل معتقدا انه جزء من العلاج رغم انني ومن مصادر لا يعلموها تأكدت ان المرض اللعين تمكن منه وان المسأله مجرد وقت وليس هناك باقي سوي رحمة ربنا.. وفجأه وسط تلك اللحظات فاجأني عمر وقال لي.. ده فرصه نتكلم عن الكوره شويه وانه كسب رهان مباراة القمه والحمد لله ان شقيقه الزملكاوي مش موجود الان ونتكلم براحتنا.. وابلغني عن امنيته بفوز الاهلي بالسوبر الافريقي وانه مستعد له.. كلمات ضاحكه ولكن قلبي كان يتمزق والدموع لا تقدر علي الانسياب وبعضي يمزق بعضي وانا اكذب في مشاعر اللحظه.. بيحب النادي وبيحب الكوره وبيحب الحياة التي لم تستطع ان تحقق احلام هذا الملاك الطاهر.

48 ساعه مرت علي هذا اللقاء وكان التليفون الثالث والاخير.. الحقوا عمر في غيبوبه ونقل الي مستشفي دار السلام للأورام وفي العنايه المركزه.. هذه المرة رفض عقلي السماح لأعضائي ان تتحرك.. تجمدت قدماي عن الذهاب اليه.. ايضا اصابعي لكي لا اتواصل تليفونيا واتابع مع حسن ابن عمتي ووالد عمر.. جاءني التقرير الطبي من احدي الطبيبات هناك بأن الحاله خلاص لن ينفع معها العلاج.. وهنا وجدت دموعي ان هذا هو موعد الانسياب وانهمرت في البكاء وثقل الجسد وخرص اللسان الابذكر الرحمن.. وبدأ شريط الذكريات الماضيه وحدوتة عمر كمشهد سينمائي يمر امامي.. خاصة تعلقه بالحياة وحبه للكره والاهلي.. وتذكرت الان فقط قول شقيقه الزملكاوي اسلم وهو يقوم بتوصيلي للمغادره بعد نقاش القمه وهو يبكي.. والله ياعمي بس يقوم وان فريقي ينهزم مدي الحياة.. المهم اخويا يرجع لي تاني..ياه يادنيا.. اه لو يعلم كل من ينتمي لعالم الرياضه معني كلمات الاخ عن اخيه لأنصلح حال المنظومه الخربة وزال التعصب الاعمي بعد ان اصبحنا نرتكب الذنوب والأثام ضد بعضنا البعض بسبب مباراة.. وبعد ان اصبحنا نجهر بسباب ابائنا واخوتنا الاشقاء ايضا لأنهم يختلفون في الانتماء وكأنها معركة وليست رياضه للتسليه.

..لماذا احكي مسأله شخصيه وما علاقتها بالاهلي والزمالك.. الاجابه امس الاحد.. كنت علي موعد مع النهاية.. عمر مات اظلمت الدنيا في اعين والديه واخوته وكل العائله.. خرج عمر من الدنيا الفانيه وذهب يلبي نداء ربه.. حملنا الجسد المسجي علي اعناقنا ونحن في طريقنا الي مرقده الاخير.. تذكرت ابي وامي وشقيقتي التي احتفلت معها عند القبر بذكري مولدها بدون شموع او صيحات لأنها في دار الحق.. دعوت الله حينئذا وفي لحظة ايداع عمر لدي اولي خطوات الاخره ان يكون نور وضياء علي ساكني القبر ولما لا وهو الملاك الطاهر الذي عاش نقي السريرة طاهر القلب لم يتلوث وكأن الخالق خاف عليه واصطفاه في زمرة الاطهار والشهداء.

مع السلامه ياعمر.. مع السلامه ياعريس السماء.. وارجو ان تكون رسالتي وصلت لمن نسوا الله وتعلقوا بالدنيا..
◼احيانا ينتابني الاحساس ان الكابتن احمد حسام ميدو قد وصل الي قمة الهدوء وان دماغ فترة الشباب والتسرع قد زالت واصبح اكثر نضجا.. واحيانا اشعر انه شفي من التعصب الاعمي مع حقه من الانتماء الكروي لناديه الذي يحبه.. واحيانا اخري يرتد الي خانة الصفر ويعود الي مدرجات التهور والشتائم والسباب ولكن هذه المره امام شاشات التليفزيون التي تقتحم بيوتنا.. ليس لديه رؤية وسط.. فحينما يعرض الاهلي صورة للاعبه علي معلول وهو يجدد عقده منذ ايام وبجواره امير توفيق مدير التعاقدات وخلفهم علم وشعار النادي الاهلي يفاجئ الجميع بأنتقاده للمشهد وازاي مدير التعاقدات فقط اللي في المشهد.. وفي الحقيقه قد نلتمس العذر له وهو يتنقل من عقلية النضج الي الطيش والعكس فهو متعود علي ان كل اعضاء مجلس ادارة الزمالك ورئيسه يتصدرون اي مشهد مماثل لقصة معلول.. ونسي ميدو ان اتخن نجم كروي في العالم اقل من الاهلي والزمالك وان المبالغه في تعظيم اللاعب هو نقص في العقل والوعي.. وان هناك فرق بين عشق الاضواء وهو مرض مستعصي علي الحل.. وبين الثقة في النفس والكيان وهو معتقد راسخ بحكم التاريخ صعب جدا ان يصله الاخر ايضا بحكم التاريخ والتعود.

ايضا وجد الاخ ميدو ان الكل ذهب لأنتقاد كروش بعد مؤتمره الصحفي امس الاحد والذي تبرأ فيه من انه وعد الجبلاية بالفوز بكأس الامم الافريقيه فقط التمثيل المشرف!.. فقرر أن يجعل منه بطل ويسير خلف التيار ويقنعنا انه نموذج للمدرب العالمي الذي لا يعد بشئ وقد تكون هناك مفاجأت.. ولم يقل لنا العالمي شئ عن جرعة الاحباط التي صدرها الكوتش للاعبين وعدم تصدير نوبة تشجيع لهم وكبر المسؤوليه ونحن ابطال افريقيا ولم يقل العالمي ايضا عن كيفية تصدير قوتنا واصرارنا علي تحقيق البطوله وتصدير الرعب ولو معنويا للفرق المنافسه.

مفيش فايده.. الاعلام في هذا البلد اصبح يقود بعضه سباكون ونجارون ليسوا مؤهلين مع احترامي لتلك المهن العظيمه ولكن هذا قدرنا.
◼الحكايه مش العامري فاروق وعدم اعلان فوزه نائبا لرئس مجلس الاداره النادي الاهلي باكتساح واعلي اصوات الجمعيه العمومية بأكثر من 19 ألف صوت وماتلاها من حكم محكمة القضاء الاداري بمجلس الدوله بألغاء قرار اللجنه المشرفه علي انتخابات الاهلي.. وكذلك الزام اللجنه الاوليمبه ووزارة الشباب بتنفيذ الحكم.. الحكايه في عشق تلك الجهات المهيمنة علي الرياضة في تفسيرات القوانين وتعقيد الامور وعشقها ايضا لأذلال الانديه خاصة الكبيره وتذكيرها دائما انها الاضعف وهم الاقوياء.. امور لا نسمع عنها الا في هذا البلد الذي يسوقه القائد بسرعة فائقة ويحاول المتخلفين الذين نبتلي بهم دائما في الرياضه المصرية بأيقاف حركة التاريخ لتظهر اسماءهم يوميا في الاعلام حتي لو قتله ومجرمين.. المهم صورهم واسمائهم.. ليس فيهم كلهم رجل رشيد للأسف.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق