“الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ” تعزز دور الرياضة في الاستجابة للأزمات
– مع تزايد الأزمات العالمية، أصبح دور الرياضة في حالات الطوارئ أكثر أهمية من أي وقت مضى. وإدراكًا لهذه الحاجة الملحة، نجح كرسي اليونسكو للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة بجامعة حمد بن خليفة في تنظيم الاجتماع الأول للخبراء تحت عنوان “الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ: كرسي اليونسكو في الرياضة والنشاط البدني”. عُقد الحدث في بيت الأمم المتحدة بالدوحة في الفترة من 10 إلى 13 فبراير 2025، حيث سلط الضوء على أهمية الرياضة كأداة للصمود والتعافي طويل الأمد.
برعاية صندوق قطر الوطني للبحث العلمي، وبعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة قطر، والمكتب الإقليمي لليونسكو في الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ومؤسسة الجيل المبهر، والمركز الدولي للأمن الرياضي، وكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، جمع هذا الحدث خبراء عالميين وكراسي اليونسكو والمنظمات غير الحكومية والهيئات الرياضية لاستكشاف استراتيجيات مبتكرة للاستفادة من الرياضة والتعليم البدني الجيد في بيئات الأزمات وحماية الأنظمة الرياضية من تداعيات الكوارث الطبيعية أو البشرية.
وفي هذا السياق، صرَّح صلاح خالد، ممثل اليونسكو في دول الخليج واليمن، قائلاً: “يأتي هذا الحدث في وقت يواجه فيه العالم تحديات إنسانية غير مسبوقة. لم تعد قدرة الرياضة والتعليم البدني الجيد على تعزيز الصمود والاندماج والتعافي مجرد اعتبار ثانوي، بل أصبحت ضرورة. ومن خلال جمع الخبراء العالميين، لا نناقش الأفكار فحسب، بل نضع الأساس لاتخاذ إجراءات ملموسة تحدث فرقًا حيثما دعت الحاجة.”
أكد الاجتماع على ريادة قطر في استخدام الرياضة كأداة للتنمية والسلام والتغيير الاجتماعي، بما يتماشى مع مبادرة “الرياضة من أجل الحياة” لليونسكو والاستراتيجية الثالثة للتنمية الوطنية لدولة قطر 2024-2030. فمنذ عام 2005، استضافت قطر 176 حدثًا رياضيًا رفيع المستوى، مما عزز مكانتها كمركز عالمي للرياضة. وبصفتها نائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة (CIGEPS)، تواصل قطر دعم الرياضة كقوة دافعة للخير، لضمان أن تتحول إرث الفعاليات الرياضية الكبرى إلى تأثير اجتماعي مستدام.
وفي هذا الإطار، أكد ناصر الخوري، المدير التنفيذي لمؤسسة الجيل المبهر، على التأثير التحويلي للرياضة، قائلاً: “نحن في نقطة تحول حيث لم تعد الرياضة تُعتبر ترفًا في الاستجابة للأزمات، بل أصبحت أداة أساسية لتعزيز الأمل والكرامة والصمود. يعكس هذا الاجتماع التزام قطر بتطوير الرياضة من أجل التنمية والسلام، ويبرز كيف يمكن لمبادراتنا أن تترك أثرًا مستدامًا، خاصة للفئات المهمشة والمعرضة للخطر.”
من جانبه، قال سعادة كريستيان تيودور، سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة قطر: “تعد الرياضة أداة قوية للاندماج الاجتماعي والصمود وبناء السلام. يؤمن الاتحاد الأوروبي بشدة بقوة الرياضة في توحيد الشعوب، لا سيما في أوقات الأزمات. ومن خلال مبادرات مثل “الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ”، نعيد تأكيد التزامنا باستخدام الرياضة كأداة للدبلوماسية والاستجابة الإنسانية. إن العمل المشترك عبر القطاعات المختلفة يضمن استمرار الرياضة في تحقيق الأمل والدعم الفعلي لمن تضرروا من الأزمات.”
ومن أبرز فعاليات الاجتماع الذي استمر أربعة أيام، كان النشاط الرياضي التنموي في مجمع الثمامة للاجئين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم طبيًا من غزة إلى قطر، والذي أقيم في اليوم الرياضي الوطني. وقد أظهر هذا النشاط كيف يمكن للرياضة أن توفر إحساسًا بالحياة الطبيعية، وتعزز الصحة البدنية والعقلية، وتعيد بناء الثقة في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والنزوح.
وخلال سلسلة من ورش العمل، بحث الخبراء التحديات الحوكمية الرئيسية، والنهج المبتكرة لتقديم الرياضة في حالات الطوارئ، واستراتيجيات قياس الأثر. وركزت المناقشات على ضمان بقاء الرياضة آلية متاحة وحيوية للاندماج وبناء السلام والتعافي المستدام، لا سيما بالنسبة للاجئين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمعات المهاجرة.
وأشار الدكتور كريستوس أناغنوستوبولوس، رئيس كرسي اليونسكو بجامعة حمد بن خليفة، إلى الأهمية الأكاديمية لهذا التجمع، قائلاً: “يتغير المشهد العالمي، ومعه يجب أن يتطور دور الرياضة في حالات الطوارئ ليشمل البعدين الأساسيين للحكم والمسؤولية الاجتماعية. لن تسهم نتائج هذا الحدث في تشكيل البحث والسياسات المستقبلية فحسب، بل ستسعى أيضًا إلى تمكين الجيل القادم من القادة لاستخدام الرياضة كأداة للتغيير الاجتماعي في سياقات الأزمات.”
ومن المتوقع أن تشمل نتائج الاجتماع تطوير “خارطة طريق للعمل” بالتعاون مع الخبراء، تقدم توجيهات استراتيجية حول الحوكمة والتنفيذ وقياس الأثر لبرامج الرياضة في حالات الطوارئ. سيتم تقديم هذه الخارطة في اجتماع CIGEPS التابع لليونسكو لعام 2025، مما يضع قطر في مقدمة الدبلوماسية الرياضية العالمية والجهود الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير دورة جديدة للتطوير المهني المستمر، تهدف إلى تزويد الطلاب المتخصصين في الرياضة بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع سياقات الطوارئ، مما يعزز التزام قطر بالسياسات المستندة إلى البحث في هذا المجال المتطور.
يمهد اجتماع الخبراء “الرياضة من أجل الحياة في حالات الطوارئ” الطريق للتعاون الدولي واتخاذ إجراءات فورية. ومع تعقّد الأزمات، ستقود الرؤى والالتزامات التي تم التوصل إليها في الدوحة الجهود العالمية لضمان بقاء الرياضة منارة للأمل والصمود والتعافي في المجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم.
– انتهى –
لمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع مؤسسة الجيل المبهر، باللغة العربية، سارة سعدs.saad@sc.qa والانجليزية، إِلِّني ثيروس h.theros@sc.qa
حول كرسي اليونسكو للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة بجامعة حمد بن خليفة
تأسس كرسي اليونسكو للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة في يونيو 2022 في قبرص، وسرعان ما تطور ليصبح مؤسسة محورية في هذا المجال. منذ مارس 2023، يعمل الكرسي تحت هيكل قيادة تعاوني يشمل جامعة UCLan Cyprus وكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، بقيادة مؤسسه ومديره، الدكتور كريستوس أناغنوستوبولوس، المقيم في الدوحة.
يهدف الكرسي بشكل أساسي إلى تعزيز البحث والتدريب والحوار العام والتعاون الدولي لتحسين الحوكمة التنظيمية في قطاع الرياضة. ومن خلال دمج برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات ووضع الرياضة في صميم هذه المبادرات، يسعى الكرسي إلى المساهمة في حماية نزاهة الرياضة وخلق بيئة رياضية أكثر أخلاقية وتفاعلًا على المستوى العالمي.
حول مؤسسة الجيل المبهر
تتطلّع مؤسسة الجيل المبهر إلى توظيف الرياضة لتمكين جيل من صانعي التغيير جنباً إلى جانب مع مجتمعاتهم. تتمثل رؤيتنا في توظيف كرة القدم كوسيلة محفزة لغرس مجموعة من القيم والمهارات التي تمكّن الأجيال الصاعدة من صنع التغيير المجتمعي. أبصرت المؤسسة النور عام 2010 بالتوازي مع تقديم الملف الناجح لاستضافة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022. تعنى مؤسسة الجل المبهر بتفعيل وتوظيف الإرث الإنساني والاجتماعي، وتعمل على تطبيق وتوظيف برامج الرياضة من أجل التنمية بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ورؤية قطر الوطنية 2030 لتعزيز الاستدامة والشمولية والمساواة بين الجنسين. تعتمد منهجيتها الفريدة على توظيف قوة كرة القدم لتلقين المهارات الحياتية الأساسية بما في ذلك التواصل والقيادة والعمل الجماعي والتعاطف مع الشباب والمجتمعات المحتاجة حول العالم. وبالتعاون مع الشركاء الرئيسيين، نجح الجيل المبهر منذ انطلاقته في الوصول والتأثير إيجاباً بحياة أكثر من مليون شخص في 75 دولة.