الخور تحتضن ملعب افتتاح مونديال 2022

0 163

كأس العرب| ” الدوحة قطر ”

عمر شريف

أعرب سكان مدينة الخور عن فخرهم باحتضان مدينتهم لاستاد البيت، أحد استادات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™️، مؤكدين أن ذلك بمثابة تكريم مستحق للمدينة التي شهدت تأسيس نادي الخور الرياضي (التعاون سابقاً)، والذي يعد أحد أعرق أندية كرة القدم في قطر.

ومن وسط أرضية استاد البيت، الذي شهد افتتاح كأس العرب FIFA قطر 2021™️ واستضاف أول مباراة على أرضه في مستهل منافسات البطولة الأسبوع الماضي، تحدث عدد من أبرز الشخصيات المرتبطة بكرة القدم في مجتمع الخور وفي قطر، ومن بينهم سعيد المسند، وابنته فاطمة، مؤسس أول فريق نسائي لكرة القدم بالأندية القطرية، ومحمد المهندي، اللاعب السابق في منتخب قطر، بكل فخر عن الاستاد الذي يقع في مدينتهم.

استاد البيت اعتزاز بالهوية القطرية أمام العالم

سعيد المسند، المستشار الفني للمنتخبات الوطنية في الاتحاد القطري لكرة القدم، والذي لعب في السابق ضمن صفوف المنتخب القطري، وتولى تدريب العنابي، شهد عن قرب تطوّر لعبة كرة القدم في قطر، بداية من انطلاق منافسات الدوري المحلي في استاد واحد، إلى تتويج المنتخب الوطني بلقب بطولة كأس آسيا العام الماضي، واستعداد البلاد لاستضافة النسخة المقبلة من المونديال، معرباً عن فخره بالدور الفاعل الذي لعبته ابنته فاطمة على صعيد كرة القدم النسائية في قطر.

ومن على أحد مقاعد استاد البيت الذي يتسع لـ 60 ألف مشجّع؛ أضاف المسند: “أسعدني توجّه بناتي نحو ممارسة الرياضة، فقد استفدن من الرياضة في حياتهن وفي عملهن، وحرصن منذ الصغر على حضور التمارين معي، فأحببنَ كرة القدم التي تعشقها الجماهير في جميع أنحاء العالم. وأردت أن تلعب بناتي كرة القدم لأنها رياضة تسهم في تنمية الذهن، وإعدادهن لخدمة بلدنا الغالي قطر، وهذا ما يشعرني حقاً بالفخر.”

ويجسِّد الاستاد الجديد بتصميمه المستوحى من الخيمة التقليدية، التي كان يقطنها أهل قطر ومنطقة الخليج، كرمَ الضيافة والثراء الثقافي في إشارة إلى ما سيقدمه مونديال قطر 2022 للمشجعين من أنحاء العالم.

وفي هذا السياق أضافت فاطمة ووالدها، خلال تجولهما في الاستاد، أن تصميمه المستوحى من خيمة تقليدية يؤكد على التمسك بالهوية والعادات القطرية أمام العالم الذي سيأتي إلى قطر خلال البطولة.

وأكد المسند أن إرث الاستاد لن يقتصر على كرة القدم فحسب، موضحاً: “لقد تجوّلت في أنحاء العالم ورأيت استادات كثيرة، لكن ليس منها ما يمكن مقارنة جودته وتفاصيله باستاد البيت، فهذا الاستاد لن يكون مجرد وجهة لممارسة كرة القدم؛ بل سيمثل مجمعاً متكاملاً يقدم لمدينة الخور خدمات هائلة.”

 

فاطمة المسند: أتطلع إلى منتخب نسائي عالمي انطلاقاً من الخور

وقالت فاطمة المسند، التي أسست فريق كرة القدم للسيدات بنادي السد الرياضي: “كان مجتمع الخور صغيراً، وأهله يعرفون بعضهم البعض جيداً، وقد عرفَنا الناس ببنات الكابتن، لأن والدنا منذ بداية حياته إلى اليوم وهو يعمل في المجال الرياضي.”

وترى فاطمة المسند أن الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز كرة القدم النسائية في البلد الذي يواصل تحضيراته لترك بصمة في كرة القدم العالمية، عبر تنظيم النسخة الأولى من البطولة في الشرق الأوسط والعالم العربي.

وأضافت: “رغم أن المنتخب القطري لكرة القدم للسيدات قد لعب مباراته الدولية الأولى في 2010؛ إلا أن كرة القدم النسائية قد اكتسبت زخماً خاصاً بعد فوز قطر بشرف استضافة المونديال في العام نفسه. ومع اقتراب موعد تنظيم المونديال؛ تزخر قطر بمزيد من المرافق الرياضية، ويتنامى الوعي والدعم لرياضة كرة القدم النسائية في الدولة.”

وبينما تقف فاطمة وسط استاد البيت؛ تؤكد أن لا حدود لطموحاتها، وتقول: “أحلمُ بتنظيم دوري لكرة القدم النسائية بعد انتهاء بطولة كأس العالم، فهذه خطوة تنتظرها العديد من السيدات. لدينا فتيات يتمتعن بمهارات فنية رائعة في كرة القدم، وأملى أن تتاح لهن الفرصة لإبراز هذه المواهب، وأن يكون لدولة قطر منتخب نسائي يصل بها إلى العالمية.”

وتؤكد فاطمة أن حبها لكرة القدم قد تحول إلى شغف لم يفارقها على مدار حياتها، وتشير إلى أن أسعد لحظاتها كانت في 2009 عندما أسست فريقاً للسيدات تحت مظلة نادي السد الرياضي. وبصفتها رياضية ومدربة وإدارية، ستؤدي فاطمة بالتأكيد دوراً في تطوير الرياضة بالدولة، لتجسّد بذلك وجهاً آخر للإرث الذي سيتركه مونديال قطر 2022 للأجيال المقبلة.

وتابعت فاطمة: “اعتدت الذهاب إلى استاد التعاون (الخور حالياً) مع والدي منذ الصغر، ومن هنا بدأت قصة حبي لكرة القدم”، لتلقي الضوء مرة أخرى على أهمية إنشاء استاد البيت في نفس المدينة التي بدأ فيها تعلقها بهذه الرياضة الممتعة.

 

محمد المهندي: نتطلع للترحيب بالعالم في 2022

أما محمد المهندي، اللاعب السابق في المنتخب القطري، وناديي الخور والسد، والعضو السابق في الاتحاد القطري لكرة القدم، فأعرب عن فخره بأن مدينة الخور ودولة قطر على بعد أشهر قليلة من انطلاق كأس العالم، مشيراً إلى أن استضافة المونديال على أرض قطر لم تخطر على بال أحد من قبل.

وأضاف: “لا شك أن فوز قطر بحق استضافة كأس العالم إنجاز كبير يحسب لنا على مستوى المنطقة. ويعد احتضان مدينة الخور للمباراة الافتتاحية للمونديال في استاد البيت، حلم جميل سيتحول قريباً إلى حقيقة، فبعد عام من الآن سنحتفل بلحظات رائعة وتاريخية بانطلاق مهرجان رياضي يستقطب عشاق كرة القدم من كافة أنحاء العالم.”

وأشاد المهندي بالتصميم العريق لاستاد البيت، الذي يجسد التراث البدوي لقطر والمنطقة، ويعكس جانباً أصيلاً من تاريخ وثقافة البلاد، وقال: “يتميز الاستاد بتصميم لم يسبق له مثيل يستحق كل الإعجاب والتقدير، وستجد جماهير المونديال مفاجأة غير متوقعة بانتظارهم، مع صرح رياضي يستحضر الموروث الغني لقطر والمنطقة ضمن منشأة حديثة روعي في تصميمها الالتزام بأرقى المعايير التي تضمن للجميع تجربة فائقة”.

وقال المهندي إن سكان مدينة الخور يتطلعون إلى الترحيب بجماهير كرة القدم في عام 2022، وأن تشييد الاستاد المونديالي في الخور، جعل منها نقطة جذب هامة للكثيرين. وأضاف: “مدينة الخور منطقة هادئة، تجمع بين الطبيعة الصحراوية والحياة البحرية، وقد أدى تشييد استاد البيت في المدنية إلى تحول كبير فيها، وجعل منها منطقة حيوية وأصبح الكثيرون يترددون عليها.”

وتحدث المهندي عن أهمية كرة القدم بالنسبة لسكان مدينة الخور، التي تتميز بالعلاقات المتينة بين سكانها ويجمع بينهم حب كرة القدم، وتابع: “نشأت في مدينة الخور، وفيها بدأت ممارسة رياضة كرة القدم في ملاعب بسيطة في المدرسة، ومن ثم انضممت إلى صفوف منتخبات الناشئين والشباب، ثم لاعباً في المنتخب القطري. يعشق سكان الخور كرة القدم وتشكل اللعبة جانباً أساسياً من اهتماماتهم.”

وأكد المهندي على أهمية تشييد استاد البيت في مدينة الخور، مشيراً إلى أنه سيشكل إرثاً قيّماً للخور ولدولة قطر بعد انتهاء البطولة، معرباً عن إعجابه بالمواصفات الحديثة للاستاد مقارنة باستاد الخور سابقاً.

 

واختتم حديثه قائلاً: “هناك فارق كبير بين استاد البيت القائم حالياً واستاد الخور في السابق، فنحن الآن أمام صرح رياضي عصري متطور ضمن أعلى المواصفات العالمية، ومن شأنه تعزيز المشهد الرياضي في مدينة الخور وقطر، وسيمثل إرثاً نافعاً لسكان المدينة وللأجيال المقبلة في البلاد.”

وفي ضوء جدول مباريات كأس العالم 2022 يبرز اسم استاد البيت كواحد من أهم الاستادات المستضيفة للبطولة التي تنطلق منافساتها بعد أقل من عام، حيث سيشهد الاستاد افتتاح المونديال يوم 21 نوفمبر، إضافة إلى مباريات أخرى حتى الدور نصف النهائي.

ويتطلع سعيد المسند وفاطمة، والمهندي وجميع أهل الخور، بكل شغف إلى هذه اللحظة التاريخية التي سيصبح فيها استاد البيت، ومدينتهم الخور التي تحتضن الاستاد، محطّ أنظار العالم.

يشار إلى أن خطط الإرث المقرر لاستاد البيت بعد إسدال الستار على منافسات مونديال 2022 تشمل تحويل الجزء العلوي من الاستاد إلى عدد من المرافق الخدمية، حيث سيجري تحويل أجنحة “سكاي بوكس” إلى فندق ملحق به مركز للتسوق وساحة للمطاعم، وصالة للياقة البدنية، وقاعة متعددة الأغراض. كما سيحتضن الاستاد فرعاً لمستشفى متخصص في الطب الرياضي.

وتضم المنطقة المحيطة بالاستاد حديقة عامة افتتحت في فبراير 2020، ومسارات للجري ولركوب الدراجات، ومساحات للعب الأطفال، وعدد من المقاهي والمطاعم، لخدمة سكان الخور.

لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث

أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.

ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.

وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.

وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق