أيمن بدرة يكتب: رسالة من على سفينة الصحراء إلى ملائكة الأرض

0 205

 

وقفت الصحفية الأمريكية كريستينا آدم تحكي عن تجربة شخصية لها عاشتها هي وأبنها الذي كان يعاني من مرض التوحد وهي تعاني معه كأم وكإنسانة ترى زهرة عمرها في حالة صعبة.

 

لم يكن المؤتمر الذي دُعينا له ذو علاقة مطلقًا بالتوحد ففي محافظة رماح التي تبعد عن العاصمة السعودية الرياض بحوالي 120 كيلومترًا كان هناك مجموعة من المتمسكين بالتراث العربي الأصيل ويهتدون بآيات من القرأن الكريم التي أشارت إلي أن الإبل فيها أسرار ومقومات ذات أهمية بالغة فجمعوا مجموعة من العلماء في مجالات شتى متعلقة بكيفية إستخراج كل ما يحقق أعلى فؤائد للبشرية، وهو جزء من ما قاله الأمير عبد الرحمن بن خالد بن مساعد ممثل المملكة في المنظمة الدولية للإبل نيابة عن رئيس ومؤسس المنظمة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين.

الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين رئيس المنظمة الدولية للإبل
الأمير عبدالرحمن بن خالد بن مساعد ممثل السعودية في المنظمة الدولية للإبل نيابة عن رئيس المنظمة الشيخ فهد بن فلاح

والحقيقة أنني كنت أتصور أن الصحفية الأمريكية كريستينا أدم ستكون محاضراتها عن بداية اهتمام الأمريكان بالإبل بعد إنضمامها إلي المنظمة في نقلة ثقافية وتتعلق بالتراث الإنساني والعربي وأنها جاءت تتحدث عن ذلك في مؤتمر الملك عبدالعزيز الأول لاقتصاديات وصناعات الإبل والذي تنظمه المنظمة الدولية للإبل ولكن كانت المفأجاة أنها لديها تجربة إنسانية مؤثرة ومبشرة جدًا.

عرضت كريستينا قصة ابنها الذي كان مصابًا بالتوحد وأنها في يوم من الايام كانت تقرأ عن الإبل ومدى ما تتمتع به من مناعة وان ألبانها ترفع المناعة وتساهم في علاج كثير من الأمراض.

 

الباحثة الأمريكية كريستينا آدم تشرح تجربتها مع ابنها الذي استفاد من حليب الإبل

 

قالت الصحفية الأمريكية أنها أجرت اتصالات لإحضار الحليب وبدأت تسقيه لابنها وأن الولد طرأت عليه تغيرات إيجابية بشكل كبير.. تؤكد أنه لم يعد يسقط منه الطعام كما كان وأنه بدأ يفكر بطريقة منظمة قدر الامكان ويسأل والدته إذا كانت ستحضر لكي تصطحبه من المدرسة في نهاية اليوم وهو لم يكن يذهب الي مثل هذا التفكير وبدأ يستوعب أمور كثيرة لم يكن يدركها قبل أن ينتظم على هذا الشراب الذي اعتبرته سحري وجعلها تبحث عن فوائده.

 

الباحثة الأميريكية كريستينا آدم وكتابها عن فوائد حليب الإبل

التجربة سجلتها كريستينا في كتاب وجاءت تعرضه بما تضمنه من تجربة شخصية عملية تمثل بارقة أمل للبشرية كلها فهناك الملايين من الأبناء في مختلف دول العالم يخوضون وأسرهم اختبار التوحد ومنهم من تحاول العديد من البلدان تقديم جهود كبيرة لدمجهم في المجتمع ولعل ما نشهده من نشاط ملحوظ لاتحاد الإعاقات الذهنية واتحاد الأولمبياد الخاص وما تقدمه المهندسة أمل مبدى ومجموعة من الاعضاء المتفانين في خدمة من أطلق عليهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ملائكة الارض ويوليهم رعاية كبيرة هم من يمكنهم دراسة هذه التجربة والتواصل مع إدارة المؤتمر والتي يقودها الدكتور مبارك السويلم أمين عام المنظمة الدولية للإبل والدينامو الذي كان يمثل هو ومجموعة الشباب السعودي الذي قاموا على تنظيم المؤتمر خلية نحل اخرجت من خلال تجميع العلماء والخبراء في هذا المجال ما يفيد الإنسانية ويرسخ لدى الكثير من الدوائر العلمية والعملية في مجالات عديدة ما يمكن ان تستفيده إذا ما كان لديها تعاون مع هذه المنظمة التي انطلقت بفكر ورؤية من الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين وأصبحت الأن تضم 105 دولة.. والمؤكد أنه بعد نشر ما جاء في المؤتمر وما تضمنته فاعليات هذا الحدث العلمي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي ستزداد الدول والهيئات.

 

الدكتور مبارك السويلم

 

ومن هنا أضع أمام اتحاد الإعاقات الذهنية وعلى رأسه المهندسة أمل مبدى والكاتبة الصحفية الكبيرة أماني ضرغام عضو مجلس إدارة الاتحاد ما سجلته كصحفي كان حاضراً لهذا المؤتمر .. وما يمكن أن تفيد به التجربة الأمريكية التي عرضتها الصحفية كريستينا أدم في مؤتمر الملك عبدالعزيز الدولي الأول للأبل وهو ما كان بالنسبة لي اكتشاف لعالم تُلخصه آية كريمة في كتاب الله تعالى القرأن الكريم الذي قال فيه رب العزة:
بسم الله الرحمن الرحيم

” أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ”

وفي التفكر في هذه الأية تأكيد على الاعجاز في خلق الإبل.. والتي اختصها الله تعالى في كتابه الكريم:

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

 

وللحديث عن ما عشناه في هذا الحدث العربي العالمي مقالات اخرى.. فقد كشف عن خطوات ضخمة تقطعها المملكة بسواعد شبابها ويعطي دلالات لما تسير عليه السعودية في رؤية 2030.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق