أيمن بدرة يكتب..القمة للخماسي لو كنت ناسي
نحن نمر على الإنجازات مرور المشمئزين و ننظر إلى أصحاب النجاحات نظرة عابرة
بينما المتعثرين الفشلة فلهم معنا وقفة تارة بالتبرير وأخرى بالتهوين من تأثير ما يفعلون.
في عدد من الرياضات نواجه اخفاقات متكررة واحداث مؤسفة في اتحادات عديدة ولكن الكلام عنها في الإعلام وصور تصريحات مسئوليها قبل لاعبيها في المواقع والصحف وعلى الشاشات يغطون اخفاقاتهم بعبارات من عينة ( ليس في الإمكان أبدع من ما كان) و ( الظروف كانت ضدنا واحنا اللي نواجه ظلم التحكيم وحدنا).
أما من وصلوا إلى القمة واعتادوا ان يتربعوا عليها ويكونوا أبطال العالم فإن الاحتفال بهم والتمجيد لعطائهم يتراجع من بطولة إلى أخرى كمن اعتاد النعمة.
قبل 48 ساعة كان هناك إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل تاريخ الرياضة المصرية.. بطولة العالم في الخماسي الحديث.
نعم.. نحن لدينا بطل العالم في هذه الرياضة الخماسية التي تتطلب من بطلها التفوق في العدو والرماية والسباحة و المبارزة وكانت الفروسية حتى آخر ألعاب اوليمبية فأصبحت اجتياز الحواجز.. على نفس مسار أحمد الجندي صاحب ذهبية أولمبياد باريس في هذه الرياضة الشاملة حصل البطل المصري معتز وائل على ذهبية العالم في البطولة التي أقيمت في لتوانيا.. ليس هذا فقط فالمركز الأول في بطولة العالم للسيدات كان من نصيب المصرية فريدة خليل.. فإذا عرفت ان فريدة عمرها 14 عام فقط تستطيع أن تقدر المعجزة التي يحققها القائمون على رياضة الخماسي وعلى رأسهم المهندس شريف العريان. .ومع التفوق العالمي الكبير ينسى الرأي العام في مصر هذا النصر بعد ساعات من تحقيقه وربما لا يسمع عنه الكثيرون.
لينضم معتز وفريدة إلى قائمة الأساطير الغير مشهورين لأننا في ثقافتنا الرياضية لابد للمشاهير عندنا ان يكونوا من الذين يجرون وراء قطعة الجلد المنفوخة وهم مثلها منفوخين رغم أنها تركل بالاقدام لكن كل همسة منهم يمجدها ويتغزل فيها الإعلام ويحكي عنها قصائد لسنين وايام
أما أبطال العالم الحقيقين في رياضات لا يتحصلون منها الا على الفتات مقابل عشرات الملايين للاعبي الكرة فاقصى ما يحصلون عليه تهنئة الوزير وخبر قصير في نشرة الأخبار في إحدى المواقع و المحطات وفي ذيل الصفحات.. ثقافتنا الرياضية سبب تفشي البلاوي الكروية و الصراعات في مواقع التواصل والمدرجات.