أنور عبد ربه يكتب : “أبو مكة ” وجائزة “The Best” !!

0 189

** لا أفهم حتى الآن سببًا وجيهًا يجعل كثيرين من المصريين في حالة حزن شديد،لأن نجمنا العالمي محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي لم يحصل على جائزة الكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول، وكونه لم يحصل أيضًا على جائزة “The Best” التي يمنحها الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لأفضل لاعب في العالم . وأنا هنا أحاول أن أوضح بعض الأمورالتي قد تخفف من حدة حزن العاطفيين بزيادة، وتجلي في الوقت نفسه الصورة على حقيقتها ..

 

– بداية ، فلننحي جائزة الكرة الذهبية ، لأني سبق لي أن أوضحت في مقال سابق ، أسباب عدم أحقية صلاح بالحصول عليها ، ولنركز على جائزة “الأفضل” الخاصة بالفيفا .. المعيارالأساسي للإختيار بالنسبة لهذه الجائزة، هو ماحققه اللاعب خلال الفترة من 3 يوليو 2020إلى 15يوليو 2021. فهل حقق “أبومكة” شيئًا كبيرًا خلال تلك الفترة ؟! أعتقد لا .. ففريقه ليفربول لم يحصل لا على بطولة دوري ولا كأس ولا شامبيونزليج ، وحتى لقب هداف الدوري الإنجليزي “البريميرليج” لم يحصل عليه صلاح وإنما أحرزه هاري كين نجم توتنهام موسم 20/2021 برصيد 23هدفاً!!. ورغم ذلك تأثر الكثيرون ممن لهم حق التصويت ( 25% مدربو المنتخبات الوطنية و25% كباتن المنتخبات و25% للجماهيرو25% للصحفيين ) بالفترة التي تألق فيها صلاح في بداية الدوري الإنجليزي هذا الموسم 21/2022، ومنحوه أصواتهم على أساسها ، ولم يكن هذا إجراء صحيحًا ، ولكنه على أية حال أفاد صلاح وجعله يأتي ثالثًا في ترتيب جائزة “الأفضل” بعد البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف بايرن ميونيخ الألماني، والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم وهداف برشلونة قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان .

 

– ما أريد أن أقوله إن حصول صلاح على هذا المركز الثالث يعتبر بكل المقاييس إنجازًا كبيرًا ، لأنه في حقيقة الأمر لم يحقق الشيء الكثير، وتفوق عليه ليفاندوفسكي وميسي، بل والفرنسيين كريم بنزيمة وكليان مبابي والنرويجي إيرلينج هالاند ، وربما آخرين مثل جورجينيو وبقية نجوم المنتخب الإيطالي الفائز ببطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو2020”.

 

– يقول الكثيرون إن صلاح سجل أهدافًا كثيرة وصعبة تعكس مهاراته العالية وموهبته التي لاغبار عليها ، وأقول لهؤلاء : هل شاهدتم كل مباريات وأهداف ليفاندوفسكي وكريم بنزيمة وميسي ومبابي وهالاند وغيرهم، لكي تحكموا حكمًا صحيحًا؟! عليكم أن تعلموا إن عشاق هؤلاء النجوم مثلكم تمامًا يريدون للاعبيهم التفوق والإمتياز على الآخرين ،وهذا شعور طيب على أية حال ، ولكنه يكون أحيانًا مبالغًا فيه بدرجة كبيرة.

 

– عاطفيًا .. نحن ننحاز لإبن بلدنا وأنا أول من يفعل ذلك ، ولكن ليس على حساب “الموضوعية” ، وأكررإنه في هذا العام تحديدًا الذي إحتسبه ” الفيفا” من 3 يوليو 2020إلى 15 يوليو 2021، لم يكن محمد صلاح أفضل نجم في العالم. بس خلاص!.

 

– بالمناسبة ، أحب أن أذكركم بأن أكثرفترة تألق فيها صلاح وكان يستحق فيها، ليس جائزة الأفضل فقط وإنما أيضًا جائزة الكرة الذهبية ، هي عندما أحرزمع ليفربول بطولة الدوري الإنجليزي وعندما أحرز لقب هداف الدوري برصيد 32هدفًا ، أوعندما أحرز أيضًا بطولة دوري الأبطال “الشامبيونزليج”، وكذلك أسهم بقوة في تأهل منتخب مصر لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وحصل على لقب أفضل لاعب أفريقي، ولكن حظه العاثر وقتها أوقعه مع الكرواتي لوكا مودريتش الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم ، وحصل مع ناديه ريال مدريد على دوري الأبطال الأوروبي ، فاستحق المركز الأول عن جدارة، بل وتفوق على زميله كريستيانو رونالدو الذي حل ثانيًا بينما حل صلاح ثالثًا عام 2018. وهو أيضًا إنجازيستحق الإشادة.

 

– وختامًا أقول بإختصار حتى نقفل هذه القضية : إذا كنا نحن نعشق محمد صلاح ،فكذلك البولنديين والألمان يعشقون ليفاندوفسكي، والفرنسيين يعشقون كريم بنزيمة وكيليان مبابي ، والأرجنتينيين والإسبان يعشقون ليونيل ميسي، بل ويضعه الكثيرون في مكانة خاصة جدًا بعيدًا عن أي نجم آخر.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق