“مخرج وحكم”.. يكشفان عيوب القمة !

0 490

كتب :ماهر غريب .

لا حديث لجماهير الكرة المصرية سوى عن لقاء القمة الذي سيجمع غدا الجمعة بين الزمالك والأهلي على ستاد القاهرة في القمة رقم 123 بين الفريقين على مستوى بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، وعبر سنوات طويلة من الصراع والمنافسة الرياضية بين أكبر قلعتين رياضيتين في مصر والشرق الأوسط فان كل لقاء قمة يكشف لنا أننا وبكل أسف لم نستوعب الكثير من دروس القمة ، ولا نجيد التعامل مع الأجواء قبل بعد مباريات القطبين ، وبل ووصل الأمر الذي سوء استغلال واضح لمواجهات الفريقين لتحقيق مكاسب مزيفة من جانب أكثر من جهة!.

وعند الحديث عن القمة التي ستقام بعد أقل من 24ساعة، هناك أكثر من موقف يكشف العيوب التي نعانى منها في مثل هذا النوع من المواجهات الكروية دون محاولة للتخلص منها أو العمل على تصحيح المسار والاستفادة من مباريات الفريقين في تحقيق عائد ايجابي يليق ب ” القمة ” ولا يحولها إلى ” قاع ” في التعامل مع الأجواء المحيطة بها!.

وأمامي موقفان سأتحدث عنهما لأن كل منهما يلخص الحالة التي نشهدها بشكل متكرر منذ سنوات قبل مباريات القمة دون القيام بمجرد محاولة للتغيير.

الموقف الأول هو الاعتراض الزملكاوي على إسناد مهمة إخراج المباراة إلى المخرج محمد نصر ، وبصرف النظر عن مبررات هذا الاعتراض أو قل الرفض القاطع إن شئت ، فإننا أمام حالة لا تحدث سوى عندنا فقط ، وعندما يكون الأمر متعلق بانتماء مخرج المباراة لهذا النادي أو ذاك والتعامل مع ذلك عن طريق السوشيال ميديا ونشر فيديوهات ومقاطع تظهر حماسة وجنون محمد نصر بالنادي الأهلي ، فان الوضع غير مقبول بكل تأكيد ، وأنا هنا لست مدافعا أو مهاجما لهذا المخرج ، ولكن عندما نصل إلى هذه الحالة فإننا أمام إشكالية كبيرة تتعلق بالتعامل منذ سنوات مع مثل هذه المواقف، ولماذا لم يتم اتخاذ قرارات في المسار الصحيح منذ البداية بدلا من الانتظار عاما تلو الآخر مع تكرار نفس الأخطاء، ومن ثم شحن الجماهير حتى أصبحنا أمام حالة رفض لمخرج المباراة من جهة ، وقبول وموافقة تامة من جهة أخرى!

الموقف الثاني يتمثل في تعامل لجنة الحكام مع اسم حكم مباراة القمة ، وخروج الكابتن عصام عبد الفتاح رئيس اللجنة للحديث مع وسائل الإعلام من أجل طرح أكثر من اسم ووضع الأمر وكأنه ” فزورة ” والشاطر من يحلها !، وبطبيعة الحال هذا ليس مقبولا ، وكان يجب الإعلان عن اسم حكم المباراة بكل وضوح بدلا من “اللف والدوران”!، مع أن الاختيار تم وحكم المباراة معروف تماما!!، ووسائل إعلام كثيرة حددته بالاسم قبل أن يتم الإعلان عنه رسميا من جانب اللجنة ، ومن ثم لماذا كل هذا الجدل ؟ .. وهل اسم حكم القمة يحتاج إلى هذه الطريقة للكشف عنه؟ ، ألم يكن من الأفضل إعلان طاقم الحكام ودعمهم ورفع معنوياتهم وتناول الإعلام للموقف بصورة تعزز من الثقة في التحكيم المصري.

 

والغريب أن كل هذا يحدث ، ونحن كدولة لها تاريخها نقف حاليا أمام مرحلة عظيمة، وهناك تطور في كل مكان ، ولكن القطاع الرياضي وتحديدا الكروي منه فانه يحتاج إلى فكر قادر على مسايرة طبيعة الحياة الكريمة التي تنتظر الملايين من أبناء الشعب المصري، ولهذا فان مباريات القمة يفترض أنها فرصة مثالية لتحقيق مكاسب على طريق بناء “الجمهورية الجديدة” بدلا من التعامل معها وفقا للأهواء والميول والمصالح التي أوصلتنا إلى هذه الحالة المليئة بالعيوب قبل وبعد كل قمة بين القطبين.

 

أقرا أيضا

قبل القمة 123 موسيماني يتفوق علي كارتيرون في المواجهات 

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق