أنور عبدربه يكتب : المدربون الألمان ودورسهم المستفادة!

0 188

 

 

المدرب الألماني المخضرم يوب هاينكس يعتبرمن أهم المدربين الألمان في الأربعين عامًا الأخيرة وسبق له أن حقق مع النادي البافاري إنجازًا تاريخيًا عام 2013 عندما حقق الثلاثية / البوندسليجا / كأس ألمانيا / دوري الأبطال”الشامبيونزليج”/.. وهو أحد 6 أشخاص في التاريخ، يفوز بالدوري الألماني “البوندسليجا” لاعبًا ومدربًا.. ولأنه يمارس مهنة التدريب منذ عام 1979، ولديه الكثيرمن الخبرات والتجارب على امتداد مسيرته الكروية، فإنه عندما يتحدث عن أسلوبه في التدريب وسر أستمراره حتي سن كبيرة في هذه المهنة الشاقة، فلابد من الإنصات إليه وإلى “الروشتة” أو”الوصفة” التي يقترحها لتحقيق النجاح، وأن ينصت إليه أيضًا أي مدرب يريد أن يتعلم ويستفيد من خبراته الطويلة ويكفي أن نعلم أن أولي هونيس الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ استدعاه ذات يوم على عجل لإنقاذ الفريق من عثرته بعد الهزيمة من باريس سان جرمان في دوري الأبطال الأوروبي، بينما كان مدرب البايرن وقتها الإيطالي كارلو أنشيلوتي. ونجح يوب هاينكس في الفوز بالثلاثية التاريخية مع البافاري عام 2013.

 

 

 

هذا الداهية الألماني العجوز الذي اعتزل الكرة 1978، ليبدأ مشواره في عالم التدريب حتي 2017، يري أن نجاح أي مدرب يتوقف على شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين، فمن المهم جدًا أن يحترم كل اللاعبين وجميع الكوادر الفنية والطبية والإدارية التي تعمل تحت قيادته وأن يعامل الجميع معاملة واحدة بصرف النظرعن جنس ولون وديانة أي منهم، لأنه يقول دائمًا: لكي تنجح ينبغي أن تكون منفتحًا على الآخرين وأمينًا مع اللاعبين وأن يكون بمقدورك إقامة جسرمن الثقة بينك وبينهم.

هاينكس المولود في 9مايو 1945( 76سنة) يري أيضا أن مصدرقوته الأول كان نجاحه في جعل اللاعبين يثقون فيه وهم بدورهم يفعلون نفس الشيء، ولهذا تتوافربين الطرفين أرضية مشتركة للوفاق والاتفاق، وترتيبًا على ذلك يتحقق النجاح شريطة أن تكون شخصيتك قوية بالأساس وليس بحكم موقعك فقط..

ما رأيكم يامدربي الدوري المصري في هذه “الروشتة” السحرية للنجاح، ومن منكم يتحلي بصفات هاينكس؟وهل هناك من يطبق أفكارهذا المدرب القدير؟ أتمني وإن كنت أشك!!.

 

 

 

 

وعلى ذكرالمدربين الألمان، هناك درس آخر ولكن سلبي ،أعطاه توماس توخيل المديرالفني لتشيلسي الإنجليزي، الذي وضع نفسه في موقف لايحسد عليه، بقرار جانبه الصواب في لحظات حاسمة من مباراة فريقه المهمة ضد ليفربول والتي انتهت بفوز الريدز 11/10 بركلات الجزاء الترجيحية، وكم هي قاسية كرة القدم عندما تضع كل آمالك على حارس مرمى، تعرف جيدًا إنه قادر على صنع الفارق في التصدي لركلات الجزاء، وإذا به يخذلك خذلانًا مبينًا، ويفشل في التصدي لـ 11ركلة متتالية!! بل والأدهي من ذلك أن يضيّع الركلة التي سددها بنفسه وأطاح بها في الهواء بعيدًا عن المرمى. هكذا كان حال الإسباني “كيبا” حارس المرمي البديل، والذي أشركه توخيل قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الرابع من مباراة نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، بديلًا للحارس السنغالي الأساسي إدوارد ميندي الحائز على لقب أفضل حارس مرمي في العالم في 2021.

 

 

وكما يقول المثل: “لاتأتي الريح بما تشتهي السفن”، إذ لم يوفق توخيل في قراره وأثاردهشة الكثيرمن المراقبين وخبراء الكرة، وتناولت الصحف الإنجليزية القصة بالنقد وإبداء الدهشة بل والهجوم على المدرب الألماني. ولكن توخيل لم يعبأ بكل هذا، ولم يسارع بتوجيه اللوم إلى حارس مرماه، وإنما إعترف بأنه المسئول الأول عن قراراته وقال: طالما إنني على إقتناع بأن كيبا هو الحارس النموذجي في التصدي لركلات الجزاء، فلن أغير رأيي في ذلك لمجرد إنه لم ينجح اليوم، ولا أدري ما الذي كان من الممكن أن يحدث، لو إستمرميندي في حراسة المرمي عند تسديد ركلات الجزاء الترجيحية. وأضاف: لا ألوم نفسي على ماحدث، ولاألوم كيبا، لأنني من يتخذ القرارات هنا، وقد تنجح هذه القرارات أحيانًا وتفشل في أحيان أخرى، وتلك هي كرة القدم، وهذه أيضًا حياة المدرب دائمًا.

 

هكذا يكون الرد عندما يكون المدرب صاحب شخصية قوية وعنده ثقة بنفسه وبلاعبيه، ولاتهتز له شعرة، مهما كانت تقديراته غير دقيقة، أوجانبها الصواب. بالمناسبة.. كل المدربين الألمان على شاكلة هاينكس وتوخيل، ويورجن كلوب ليس ببعيد!!.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق