عادت الأزمات لتضرب الزمالك مرة أخرى، بعد أن كان يملك بتشكيل مكون من أفضل اللاعبين في مصر، بل وفي إفريقيا، ولديه في كل مركز بديل جاهز للمشاركة في أي وقت، فجأة بات خط وسط الفريق مكشوفاً بعد إصابة طارق حامد ورحيل محمود عبدالعزيز وابتعاد محمد أشرف (روقا) عن المشاركة مما أثر على مستواه الفني.
ومن ضمن المراكز التي أصبح الزمالك يعاني منها مركز حراسة المرمى، فبعد أن كان الزمالك الموسم الماضي يملك 4 حراس مرمى من أصحاب الإمكانيات الفنية المرتفعة والقادرين على تمثيل الزمالك في مختلف المنافسات، فجأة وجد الزمالك نفسه مهدد بدخوله الموسم المقبل بحارس واحد فقط.
الزمالك الموسم الماضي كان لديه محمود عبدالرحيم جنش، ومحمد أبوجبل، ومحمد عواد، والثلاثة حراس دوليين، بالإضافة إلى الحارس الواعد محمد صبحي حارس مرمى المنتخب الأوليمبي، لكن مع الموسم الحالي، انتقل جنش إلى صفوف فيوتشر الصاعد حديثاً إلى الدوري المصري الممتاز، على سبيل الإعارة الجافة، بينما انتقل محمد صبحي إلى فاركو الصاعد حديثاً أيضاً على سبيل الإعارة، لكن مع وجود بند في عقد اللاعب يتيح لناديه الجديد شراء عقده بصفة نهائية مقابل 20 مليون جنيه دون العودة إلى الزمالك.
ليدخل الزمالك الموسم بحارسي مرمى فقط، خاصة بعد العقوبة التي وقعت عليه الصيف الماضي من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بمنعه من إبرام صفقات جديدة لفترتي انتقال، وهي العقوبة التي انتهت في فترة الانتقالات الشتوية الماضية وأصبح بإمكانه الدخول في سوق الانتقالات بداية من فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
أبوجبل .. سبب الأزمة
وعلى الرغم من أن الزمالك يملك حارسي مرمى من أكبر حراس مرمى مصر في الوقت الحالي، لكن الأزمة أنه أصبح مهدداً أن يفقد أحدهما نهاية الموسم الحالي، حيث اقترب الحارس الأساسي محمد أبوحبل من الرحيل عن صفوف القلعة البيضاء في يناير المقبل.
حارس المرمى انضم إلى قائمة منتخب مصر في مشاركته في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في الكاميرون في الفترة بين 9 يناير و6 فبراير من عام 2022 الحالي، وعلى الرغم من معاناته مع فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» قبل انطلاق البطولة هو ومدرب حراس المرمى عصام الحضري، إلا أنه فور تعافيه سافر إلى الكاميرون للانضمام إلى زملائه في معسكر الفراعنة، وكانت الظروف في صالحه بعد أن أصيب الحارس الأساسي محمد الشناوي في مباراة مصر وكوت ديفوار في ثمن نهائي البطولة، ليشارك أبوجبل في المباراة ويقدم أداء جيد ويساهم في تأهل المنتخب إلى الدور التالي لمواجهة المغرب بعدما تصدى لركلة ترجيح، رجحت كفة الفراعنة، ثم أداء جيد أمام المغرب في ربع النهائي في المباراة التي فاز بها الفراعنة 2-1، ثم أداء جديد رائع في نصف النهائي أمام منتخب الكاميرون صاحب الأرض والجمهور، والتصدي لركلتي ترجيح ليصعد إلى المباراة النهائية، وعلى الرغم من تصديه ركلة ترجيحية أمام السنغال إلا أن المنتخب المصري لم يتوج باللقب بعد أن أهدر ركلتين.
النتيجة كان وقعها كبير على كل المستويات، فبينما الجميع يتحدث عن سوء الحالة الفنية للاعبين، وأحقية منتخب السنغال في الفوز باللقب، إلا أن الجميع تحدث عن الدور الكبير الذي قام به أبوجبل والذي ساعد المنتخب للوصول إلى هذا الدور، وبدأت القنوات تستضيف الحارس الموهوب وتسلط الأضواء عليه، وبدأ اسم محمد أبوجبل يلمع بعدما كان الحارس الثاني في صفوف المنتخب.
وعلى الفور بدأت الأخبار عن عروض لانتقال اللاعب بعيداً عن نادي الزمالك تتناقلن خاصة وأن عقده ينتهي بنهاية الموسم الحالي، وأصبح من حقه التوقيع لأي نادٍ لينتقل إليه بعقد انتقال حر.
ومن ضمن الأخبار التي انتشرت خبر اهتمام نادي النصر السعودي بالتعاقد مع أبوجبل، وهو الأمر الذي بدأ يأخذ الصيغة الرسمية من حيث تأكيد عدد من المصادر أن حارس المرمى وقع بالفعل على عقود انتقاله إلى «العالمي» بداية من الصيف المقبل، وهو ما يجعل الزمالك في أزمة حقيقية، وانطلاقاً من هذه الأخبار، سنفترض أن الحارس رحل بالفعل عن الزمالكن وسنستعرض أبرز الأسماء التي من الممكن أن تخلف أبوجبل، لتجاور عواد في حراسة مرمى الفريق الأبيض.
أبرز المرشحين لخلافة أبوجبل في حراسة مرمى الزمالك
محمود عبدالرحيم «جنش» – فيوتشر
حارس المرمى صاحب الـ34 عاماً انتقل إلى فيوتشر من الزمالك بداية الموسم الحالي على سبيل الإعارة، وشارك في 5 مباريات في بداية الدوري استقل خلالهم 7 أهداف وحافظ على نظافة شباكه في مباراة وحيدة.
تعرض جنش لإصابة في بداية مشواره مع فيوتشر على مستوى الكاحل، أبعدته عن المشاركة مع الفريق، ليصبح محمود حمدي حارس مرمى المقاصة السابق هو الحارس الأساسي، ويبتعد جنش عن المشاركة حتى بعد تعافيه من الإصابة في ظل المستوى المميز الذي يقدمه حمدي.
وعلى الرغم من أن جنش كانت له تصريحات تليفزيونية في السابق أشار فيها إلى استيائه من الطريقة التي رحل فيها عن الزمالك ومن الطريقة التي تعامل فيها مسئولي الزمالك معه فيما يخص ملف انتقاله إلى فيوتشر، إلا أن هناك عاملين أساسيين سيساهمان في عودة جنش إلى القلعة البيضاء مرة أخرى.
العامل الأول هو استياء الحارس الكير من الجلوس على مقاعد البدلاء لفترة طويلة على الرغم من جاهزيته، وهو الأمر الذي نقله إلى علي ماهر المدير الفني للفريق عندما طالبه بالعودة مرة أخرى إلى مركزه الأساسي في حراسة مرمى الفريق، إلا أن رد المدير الفني أنه سيأتي دوره في الوقت المناسب أزاد من استياء الحارس.
العامل الثاني هو رحيل الغدارة المؤقتة التي كانت السب في الأزمة، وعودة المستشار مرتضى منصور مرة أخرى إلى رئاسة النادي، وهو الذي كان له الفضل في شهرة جنش عدما تعاقد معه من النادي الأوليمبي السكندري ليصبح أحد أفضل حراس المرمى في مصر ويحصد العديد من الألقاب مع القلعة البيضاء، خاصة بعدما تواصل أمير مرتضى منصور المشرف على فريق كرة القدم مع جنش وطلب منه العودة مرة أخرى لتمثيل الزمالك نظراً لاحتياج الفريق له ولخبراته في الفترة المقبلة.
محمد صبحي – فاركو
أحد أبرز الأسماء في الوقت الحالي في حراسة المرمى، انتقل إلى صفوف الزمالك عام 2019 بعدما تألق مع المنتخب الأوليمبي في كأس أمم إفريقيا تحت 23 عاماً، والتي حصل عليها المنتخب الوطني، وخرج في إعارة إلى الاتحاد السكندري ليعود إلى الزمالك مرة أخرى ويخرج مجدداً في إعارة بداية الموسم الحالي إلى فاركو.
ومع الأزمة التي يعاني منها الزمالك بدأ في جس نبض حارس المرمى صاحب الـ23 عاماً للعودة مرة أخرى إلى الفريق، لكن نادي فاركو أبلغ الزمالك أنه سيفعل بند الشراء، وأنه بصدد دفع الـ20 مليون جنيه لشراء عقد اللاعب بصفة نهائية.
بعض الأخبار أشارت إلى رغبة الأهلي، المنافس التاريخي للزمالك، في التعاقد مع حارس المرمى، خاصة مع عدم اقتناع الجهاز الفني والإدارة بقدرة علي لطفي الحارس الثاني في الفريق على تمثيل الأهلي في اللحظات الهامة في حالة غياب محمد الشناوي، كما حدث مؤخراً.
الأخبار تشير إلى أن الأهلي وراء رغبة فاركو في تفعيل بند الشراء، حيث تواصل مع إدارة الفريق الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز لشراء اللاعب، ليصبح من حق الناديين في التفاوض بشأن انتقال اللاعب إلى القلعة الحمراء، وما يزيد من إمكانية موافقة صبحي في الانتقال إلى الأهلي أنه إذا انضم إلى الزمالك سيصبح الحارس الثاني أو الثالث، بينما في الأهلي سيجد الفرصة للمشاركة في مختلف البطولات.
محمد بسام – طلائع الجيش
يعتبر بسام الخيار الأنسب للزمالك للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلةن حيث ينتهي تعاقده مع ناديه بنهاية الموسم الحالي، وسيصبح بإمكانه الانتقال إلى نادٍ بعقد انتقال حر.
حارس المرمى صاحب الـ31 عاماً يعتبر خياراً ممتازاً بالنسبة للزمالك حيث أنه يملك خبرات تسمح له بتمثيل الفريق الأبيض، كما أن مستواه مؤخراً لفت إليه الأنظار بشدة، خاصة بعد مساهمته في تتويج فريقه بلقب كأس السوبر المصري على حساب الأهلي بركلات الترجيح، بعدما تصدي لثلاثة ركلات ترجيح من نجوم الفريق الأحمر بدر بانون ومحمد مجدي قفشة ومحمد شريف.
بسام ارتبط أيضاً بالانتقال إلى القلعة الحمراء، لكن الزمالك قد يكون اختيار أفضل بالنسبة له لأنه سيتيح له اللعب على الفور بالتبادل مع عواد لأن سنه وخبراته يسمحون له بذلك على عكس محمد صبحي الذي قد يجلس بديلاً في أغلب الأوقات كما أشرنا سابقاً.
الرئيسية